السبت، 2 يناير 2016

الماسونية المعاصرة حقيقتها ومصادرها الفكرية


 

 

 

 

 

الماسونية المعاصرة

حقيقتها ومصادرها الفكرية

 

 

 

د. عبدالله بن عبيد بن عباد الحافي

أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد

بكلية الملك خالد العسكرية

1434هـ

 



 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:

قال الله تعالى: [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ...] {المائدة:82}  وقال عن اليهود: [وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا ...] {المائدة:33}  .  

هاتان الآيتان كافيتان لتحفيز العقلاء من المسلمين وغيرهم للانتباه إلى مصدر من أكبر مصادر الشرور والآثام في العالم على مرّ العصور ألا وهم اليهود حملة التوراة المحرفة والتلمود المكتوبان بأيدي علمائهم ومفكريهم.

فهذا البحث يهدف إلى فتح نافذة ولو صغيرة على الماسونية الحديثة التي تعتبر أهم المنظمات اليهودية في عالم اليوم.

وفي عصرنا الحاضر يحتل اليهود بلاد فلسطين ويشكلون خطراً حقيقياً على عالمنا الإسلامي والعربي معتمدين في ذلك على حبل من الناس ينفذ في الدول العظمى والمؤسسات الدولية كما ينفذ داخل مجتمعاتنا الإسلامية فهو سبب مؤثر من أسبابهم لكي يحققوا أهدافهم وما يطمحون إليه وبإجماع الباحثين والدارسين في ميدان الأفكار والعقائد المعاصرة فإن ما يعرف بـ"الماسونية" تعد من أهم وأخطر المنظمات التي تسعى للتمكين لليهود في الأرض الإسلامية، والبحث يحاول الإجابة على عدد من التساؤلات عن حقيقة الماسونية ونشأتها وجذورها البعيدة وتحولاتها الحديثة ومصادرها الفكرية وصلتها باليهودية العالمية، وأهدافها القريبة والبعيدة ووسائلها لتحقيق تلك الأهداف، ووجوهها وألسنتها المتعددة والمتلونة مما يجري في العالم اليوم، وما هي آثار هذه المنظمة الخطيرة على عالمنا الإسلامي؟ كل ذلك وغيره مما له صلة به سيكون ميدان هذا البحث وذلك في حدود طبيعة مثل هذه الدراسة التي ستنتهج منهجاً يجمع بين المنهج التاريخي وكذا الوصفي والتحليلي خصوصاً فيما يتعلق بمرحلة التشكل الجديد للقوى اليهودية في ما عرف لاحقاً بجمعية البنائين الأحرار (الماسونية).

فكان هذا البحث: "الماسونية المعاصرة حقيقتها ومصادرها الفكرية" مكوناً مما يلي:























التعريف والنشأة:


الماسونية اسم اشتهر في أرجاء العالم، وهذا الاسم حسب الوضع اللغوي يتكون من كلمات ثلاث:

الأولى: Free ، وتعني الحر.

الثانية: Mason ، وتعني الحرفة، أو خدمة البناء.

الثالثة: RY ، وتعني ياء النسبة.

وعلى ذلك فإن الترجمة الحرفية للاسم "جمعية البنائين الأحرار"، أي الذين لا تربطهم رابطة، أو تلزمهم نقابة.

أما فيما بينهم فإن رابطة الأخوة، هي التي تربطهم لذلك، فإن كل واحد منهم يسمي قرينه في الجمعية "أخاً" وهذه التسمية أصبحت علماً على كل عضو في أية محفل من محافل الماسونية في كل الدنيا([1]).

ويرى بعض الباحثين أن مصطلح "الماسونية" مكون من لفظين عبريين:

الأول: ومعناه "فران" وهي كلمة عبرية معناها في اللغة العبرية: الصادق.

والثاني: "ماسون" أي: الباني، ومعنى الكلمتين معاً في العبرية: البناؤون الصادقون([2]).

ويرى البعض أن اشتقاق كلمة الماسونية من اسم "موسى" عليه السلام وهو أعظم رسل بني إسرائيل وأُنزل عليه أعظم كتبهم وهي "التوراة" وهم ـ أي اليهود ـ يزعمون الانتساب إليه والإيمان بالتوراة وإن كانوا في الحقيقة كافرين بموسى وبما أنزل عليه وما أنزل من بعده.

فالميم في الماسونية هي الميم في موسى، والألف هي الواو منقلبة ألفاً، والسين هي السين، والواو هي: الواو، والنون هي النون التي تلحق بيا النسب([3]).

وهذا التأصيل الأخير متفق مع أهداف الماسونية وطبيعة نشاطها وهو خدمة اليهود والتمكين لهم في الأرض بغير حق وعلى غير هدى من الله، وقد صاغ اليهود هذا المصطلح (ماسونية) هذه الصياغة لتكون جارية على الألسنة في كل لغة، ولتحتفظ بهذه الصورة التي يعرفها كل يهودي في العالم، فحيث ظهر لها وجود في أية جهة عرف اليهود في تلك الجهة أنها دعوتهم، وأنهم أهلها، وحملة رايتها([4]).


جاء في الموسوعة الميسرة: "هي منظمة يهودية سرّية هدامة إرهابية غامضة، محكمة التنظيم، تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وتستتر تحت شعارات خداعة (حرية ـ مساواة ـ إخاء ـ إنسانية) جُلّ أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم... ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيداً لتأسيس جمهورية ديموقراطية عالمية ـ كما يدّعون ـ وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية([5]).

ويقول الحاخام الدكتور "إسحق وايز Jsaacwise في مجلة the jsraalite of Americenn عدد 3 أغسطس عام 1866 : "الماسونية مؤسسة يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها من البداية حتى النهاية"([6]).

وجاء في دائرة معارف الماسونية الصادرة في فلادلفيا بالولايات المتحدة عام 1956م "يجب أن يكون كل محفل رمزاً لهيكل ـ معبد ـ اليهود وأن يكون كل أستاذ على كرسيه ممثلاً لملك اليهود وكل ماسوني تجسيداً للعامل اليهودي".

وجاء في دائرة المعارف اليهودية: "إن اللغة الفينيقية والرموز التي تمارسها الماسونية الأوروبية مليئة بالأمثلة والاصطلاحات اليهودية، ففي محفل سكوتلندا نجد أن التواريخ موضوعه على المراسلات والوثائق الرسمية كلها بحسب الأشهر اليهودية وتستعمل كذلك الأبجدية العبرية"([7]).

وجاء في معجم الأفكار والأعلام لهتشنون: "الماسونية: مجموعة معتقدات وممارسات جماعة من منظمات وطنية تربطهم لوائح وقوانين وأنظمة عامة وأسرار تقليدية، وقد بدأت الماسونية الحديثة في القرن الثامن عشر.. يوجه إليهم النقد مؤخراً للسرّية التي تكتنف أعمالهم ولجوئهم للواسطة والنفوذ في المؤسسات مثل الشرطة والحكومة المحلية من أجل مصالح خاصة بينهم ويصل عدد أفراد الماسونية إلى ستة ملايين عضو"([8]) ([9]).

وجاء في الموجز في الأديان والمذاهب: "هي منظمة يهودية سرية، تعمل في خفاء على تحقيق مصالح اليهود الكبرى وتمهد لقيام دولة إسرائيل العظمى، والماسونية كلمة خداعة توهم السامعين بأنها مهنة شريفة، نسبة إلى مؤسسي هذه المنظمة، واسم الواحد منهم باللغة الأجنبية (Free Mason) فري ماسون، أي (البناء الحر) والذي يزعمون أنه سيبني هيكل سليمان، وهو رمز سيطرة اليهود (بزعمهم) على مقاليد العالم"([10]).

وعرّفها المستشرق الهولندي "دوزي" فقال:

"إن الماسونية: جمهور كبير يعتنق مذاهب مختلفة ويعمل لغاية واحدة وهي إعادة الهيكل إذ هو رمز دولة إسرائيل"([11]).

قلت: والماسونية تنظر إلى "الهيكل" على أنه رمز للملك والسلطة اليهودية التي يجب أن يخضع لها الأمميون، فالهيكل أو هيكل سليمان كما يقولون لا يرمز عندهم للعبادة والعمل الصالح إنما يرمز إلى الملك الذي سيقضي على جميع الأغيار.

وقيل أنها: الاسم الجديد للشريعة اليهودية([12]).

ومما سبق يظهر لنا أن الماسونية منظمة إلحادية تسعى لمحاربة الأديان ونشر الإباحية والفساد الاجتماعي، وتسعى لتحقيق أغراض اليهود في العالم لاسيما في فلسطين والبلاد العربية طابعها التلوّن والتخفي وراء الشعارات البراقة وقد تضمن البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون نشأة الماسونية ونظامها وعملها ومهمتها وأهدافها وهو أطول البروتوكولات شرحاً وتفصيلاً لما يجب أن تكون عليه المحافل الماسونية، بل إن البروتوكولات ختمت بما يلي: "وقّعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة والثلاثون"([13])، والدرجة الثالثة والثلاثون هم كبراء وسادة الماسونية في العالم، وهو يوضح العلاقة الوثيقة بين الصهيونية والماسونية، فهي كما قال الشاعر العربي.

فالإتكنة أو يكنها فإنه                           أخوها غذته أمها بلبانها

فالبروتوكولات تأتي في الدرجة الثالثة بعد التوراة المحرفة المكذوبة وبعد التلمود لتضع اليهود ـ بزعمهم ـ على عتبة السيطرة الكاملة على العالم، وترسم لهم ـ البروتوكولات ـ الطريق للقضاء الكامل على عقائد البشرية وخصوصاً الإسلام والنصرانية وعلى كل معاني الإنسانية الكريمة، وإذا قُدِّر أن يكتب تاريخ العالم في القرون الثلاثة الماضية من وجهة نظر محايدة فسيظهر جلياً أن معظم الأحداث الكبرى كانت في معظمها من تخطيط اليهود وتدبيرهم، قال تعالى عنهم: [وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] {المائدة:64}  .

ويمكن القول بان بروتوكولات حكماء صهيون هي التعبير العصري عن خطط التوراة المكذوبة والتلمود المكتوب بأيدي اليهود([14]).



اختلف الباحثون في تحديد نشأة الماسونية وبدايتها على أقوال كثيرة نذكر منها ما يلي:

القول الأول: هناك من يرى أنها ولدت زمن التيه في سيناء، فقد وجد في أوراق "المحفل الأكبر الوطني المصري للبنائين الأحرار القدماء المقبولين لمصر والأقطار العربية" نجد النشرة الماسونية رقم (1) تحمل هذه السنة (5956) وهي سنة النور باصطلاحهم وتقع قبل أربعين قرناً من ميلاد المسيح عليه السلام.

الثاني: من الباحثين من يرى أن المؤسس الأول للماسونية هو "هيرودوس الثاني" الذي كان والياً على القدس لدولة الرومان وقد أسس في القدس بالاشتراك مع مستشاريه اليهوديين (حيرام أبيود) و(موآب لافي) جمعية سرية باسم (القوة الخفية) وكان هدفها مقاومة دعوة المسيح عليه السلام، وكان ذلك عام (43م) وهذا الرأي هو الذي ذهبت إليه الموسوعة الميسرة([15]) وهذا رأي الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله([16]).

الثالث: من الكتّاب من أرجع مولدها إلى العصور الحديثة بدليل أنه لم يكن في بريطانيا في القرن الثاني عشر الميلادي أية جمعية تعمل باسم البنائين الأحرار، وإن إحدى الوثائق القديمة قد أكدت فوز عضو في الجمعية الماسونية بمقعد في مجلس العموم البريطاني وكان ذلك في عام 1376م([17])، وهناك من يشكك بصحة هذه الوثيقة.

وقال الماسوني جرجي زيدان في كتابة تاريخ الماسونية العام: "للمؤرخين في منشأ هذه الجمعية أقوال متضاربة فمن قائل بحداثتها فهي على قوله لم تدرك ما وراء القرن الثامن عشر الميلادي، ومنهم من سار بها إلى ما وراء ذلك، فقال أنها نشأت من جمعية الصليب الوردي التي تأسست عام 1616م ومنهم أوصلها إلى الحروب الصليبية... وآخرون تتبعوها إلى أيام اليونان في الجيل الثامن قبل الميلاد ومنهم من قال أنها نشأت في هيكل سليمان.

ومنهم من قال أقدم من ذلك فأوصلها إلى الكهانة المصرية والهندية... إلخ ما قال"([18]).

والسبب في اختلاف الباحثين حول نشأة المأسونية وبدايتها يرجع إلى تقلب هذه المنظمة وتغيّر أسمائها وأساليبها حسب مصالح اليهود وأغراضهم، وحسب تغيّر الأمم والشعوب والديانات والعصور في كل عصر وفي كل أمة تأخذ شكلاً يخدم أغراض اليهود وأهدافهم.

وهي على امتداد التاريخ كانت تنشط وتعمل في الخفاء لذلك لم يستطع الجزم بتحديد بدايتها([19]).

ويقول الماسوني العتيد شاهين مكاريوس: "لم يتفق المؤرخون على أصل الماسونية وكيفية نشأتها، فقد تضاربت الآراء واختلفت الأقاويل فيها، فمن ناسب أصلها إلى أقدم الأزمان، ومن قائل أنها لا تتجاوز الجيل السابع عشر"([20]).

ولعل مما يضاف إلى سبب عدم الاطلاع على تحديد بداية هذه المنظمة هو ما يريده المنتسبون إليها من إضفاء هالة أسطورية على الماسونية لكي يزرعوا في عقول الناس الخوف والرعب من هذه المنظمة.

 

بينما في الحقيقة من يرى هذا الاضطراب يعرف بأن الماسونية شتات آراء وأقوال متضاربة وأنها لا تقف على أرض صلبة واضحة المعالم([21]).

ويرى بعض الباحثين أن هناك مرحلة من التاريخ اليهودي العام يمكن أن تكون سبباً منطقياً لإمكانية نشوء الجمعيات الماسونية وذلك للظروف الفكرية والسياسية لتلك المرحلة الزمنية وهي الفترة التي أعقبت السبي البابلي لليهود عام (586 ق.م)([22]).

ويرجع الدكتور عبدالوهاب المسيري شيوع الماسونية وظهورها بشكل علني في القرن الثامن عشر إلى سببين.

الأول: شيوع الفلسفات العقلانية المعادية للكنيسة والطبقات الاقطاعية، وإن لم تكن تلك الفلسفات قد وصلت إلى الاستعلان بالإلحاد والثورة.

الثاني: هو عدم تجانس رموز الحركة الماسونية، الأمر الذي لعب دوراً حيوياً في زيادة مقدرتها التعبوية على مستوى كل الطبقات، فقد كانت ديمقراطية تقوم بتجنيد أعضائها من كافة الطبقات، وفي الوقت ذاته هي ارستقراطية يترأسها الملك وأعضاء النخبة وهي ليبرالية في مكان ومحافظة في مكان آخر.

وبعبارة أخرى: هي بنت محيطها الحضاري والجغرافي([23]) ومما يؤيد ما ذهب إليه القائلون بأن الماسونية حديثة النشأة وفي نفس الوقت يمكن أن يكون رأياً جامعاً لكل من الاتجاهين سواءً من قال بأنها تكونت في القرن الأول الميلادي ومن قال بحداثته ما جاء في دائرة المعارف البريطانية: "إن اليهود أعادوا تنظيم الماسونية وتعاليمها ورموزها في عام 1717م وغيّروا فيها لتناسب الجو البروتستني في كل من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وأسسوا في ذلك العام محفل بريطانيا الأعظم وأطلقوا على أنفسهم اسم "البنائين الأحرار" بعد أن كانوا فيما سبق يحملون اسم "القوة المستورة"([24]).

قلت فمن بريطانيا انتشر اخطبوط الإرهاب الماسوني ومنها صدر وعد بلفور بحق اليهود في فلسطين كوطن قومي لهم وتحت الانتداب البريطاني سُلمت لهم!؟ ويمكن أن نقول بكثير من الثقة أن جذور الماسونية الحديثة إنجليزية المنشأ والمهد يهودية الفكر والغاية.

وأخيراً فقد اتفق معظم المؤرخين على أن الماسونية تمثل الفكرة اليهودية، وأنها تحمل الصبغة والنفسية اليهودية في جميع أهدافها وحركاتها، وأنها تعمل على غرس الروح اليهودية في مريديها والتوراة المكذوبة والمحرفة هي المصدر الأساس لتعاليم هذه المنظمة([25]).



 


الماسونية تنظيم مخادع يظهر ما لا يبطن وذلك لجرِّ الفرائس إلى شباكة حتى إذا استوثق منهم وآنس منهم غياً وفجوراً استعملهم في تحقيق مقاصد الماسونية التي هي مقاصد اليهودية والصهيونية، فالإخاء والحرية والمساواة والتحرر مصطلحات براقة تخلب الألباب وتميل إليها الجماهير لكن ليس المخبر كالمظهر عند الماسونية، فهي تشبه فرق الباطنية ترفع شعار الإسلام وحقيقتها تقويض دعائمه وإسقاط دولته "وهكذا الماسونية هي آلية صيد بيد اليهود للتمكين لقوميتهم وفكرتهم الشيطانية"([26]).

ويجمع الباحثون في تاريخ الفرق والمذاهب على أن الماسونية منظمة سرية غامضة وهذا يثير التساؤل حول حقيقة ما تزعمه من البناء وتحقيق الأخوة والمساواة فهذه الأمور لا علاقة لها بالغموض والسرّية لكن هذا مما يبين أنها منظمة مشبوهة تتخذ من تلك الشعارات ستراً تخفي من وراءه حقيقة أنشطتها.

وقد تقدم أن البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون قد تضمن التصريح بإنشاء المحافل الماسونية وجلب العميان الصغار والكبار إليها كما يقولون؟!

وقد صرّح الزعيم اليهودي مناحيم بيجن أن معظم زعماء اليهود ينتمون إلى الماسونية وأنها ـ أي الماسونية ـ متحدة مع هيئة صهيونية سرّية اسمها "بريت عبريت عولميت" أي الحلف العبري العالمي وهو محفل له فروع في جميع العواصم الدولية([27]).

إن المحافل الماسونية ليست إلا أوكاراً يعاد في داخلها صياغة الإنسان على النمط اليهودي لغاية وهدف وهو بناء هيكل سليمان المزعوم ومن هنا يلحظ اختيار كلمة "البناء  والبناؤون" فالمقصود هو بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك في فلسطين وبه يكمل تحقيق الغايات الماسونية.

ويقول ثيودورهرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة: "إن كلمات حرية ـ مساواة ـ إخاء) هي من أنفع الأسلحة التي تعدها الصهيونية لهدم العالم.. لقد ردد العميان هذه الكلمات غير عالمين أننا نقصد بها الفوضى والهدم والشجار بين الجماعات إذا قذفنا في أفكار العميان عمل ما لا تجيزه الشرائع"([28]). ومعلوم أن هذه المصطلحات هي الشعارات المعلنة والظاهرة للنشاط الماسوني مما يدل على أن الماسونية ولدت من اليهودية.

يقول الأستاذ يوسف الحاج وهو ممن اعتنقوا الماسونية حيناً من الدهر ثم انخلع عنها وهجرها وكشف عن حقائقها في عدد من كتاباته يقول:

أولاً: يسمى الماسون الرمزيون([29]) المكان الذي يجتمعون فيه محفلاً أو هيكلاً رمزاً للكون الذي هو هيكل سليمان، بينما الملكيون يرمزون به إلى هيكل سليمان الذي يرى فيه شعار وطنهم القومي.

ثانياً: يستعمل الماسون النور رمزاً إلى نور العقل الإنساني أما الملكيون فيرمزون به إلى النور الذي كان يتجلى فيه الله لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام([30]).

ثالثاً: يرمز السيف في الماسونية إلى الجهاد في سبيل الحق والعدل والحرية كما يزعمون، أما الملكيون فيشيرون به إلى السيف الذي كان يحمله بنو إسرائيل عندما كانوا يبنون الهيكل والسور للمرة الثانية بعد رجوعهم من سبي بابل.

رابعاً: فوق كرسي رئيس المحفل شعار على شكل نجم في وسطه حرف "g" وبجانب هذا أسماء وردت في الدرجات الرمزية للماسونية وهذه الأسماء كلها يهودية لها فيمتها التاريخية عند اليهود.

فعلى سبيل المثال:

1-             بنيامين: وهو أحد أسباط إسرائيل.

2-             زردبابل: قائد بني إسرائيل عند خروجهم من بابل.

خامساً: بعض الكلمات التي وردت في الماسونية الزمزية وهي يهودية بحتة ومذكورة في كتبهم ومنها (محفل، عشرة، الشرق، الأنوار، الزاوية، المحراب).

سادساً: يوجد في محافل الماسونية رسوم للتوراة وعليها "سلم يعقوب" الذي يرمز إلى الحلم الذي رآه يعقوب في منامه وكانت ملائكة السماء صاعدة ونازلة عليه كما ورد في التوراة المحرفة.

سابعاً: نقطة الدائرة: حيث توجد في كل محفل منظم نقطة دائرة يجب على كل ماسوني أن لا يتحول عنها وهي محدودة بين الشمال والجنوب بخطين مستقيمين أحدهما يدل على النبي موسى والآخر يدل على النبي سليمان عليهما السلام"([31]).

فالطقوس الماسونية تستمد وحيها من التراث اليهودي والرموز الماسونية "تمثل" الفكر والثقافة اليهودية، والمفهوم الماسوني عن "الألوهية" مبني على الأسطورة الإسرائيلية.

وحكاية اليهود الصحيحة والمزعومة يعاد صياغتها وتقنينها وتمثيلها في كل المحافل الماسونية في جميع أنحاء العالم.

"فالحجر الذي نام عليه "يعقوب" والمنطقة الروحية التي تسمى "فدان آرام" والسلم الذي رآه يعقوب في "الرؤيا" علامات رمزية للماسونية.

يقول: "آرثر ادوارد": صاحب موسوعة الماسونية. "إن سبعة أعضاء يكونون محفلاً ماسونياً كاملاً لأن الرقم سبعة له مغزى عظيم في الماسونية فهو تذكار "للسبت" في إسرائيل و"للسنة السبتية" عند قدماء اليهود و"للسنوات السبع التي استغرقها بناء معبد سليمان" وللشمعدانات السبع التي وضعت بداخله، وأما الرقم "إحدى عشر" فهو تذكار للنقص الذي حدث لاسم مؤسس القبيلة الثانية عشرة عندما بيع "يوسف" في مصر"([32])  .

وهذا الكلام المتقدم من "أرتد أدوارد" يفسر لنا ما يرمز إليه شعار الماسونية العام المشتمل على السبعة وعلى الإحدى عشر وغيرها، ولهم تفسيرات أخرى يموهون بها على من لا يعرف حقيقتهم.

وفي دائرة المعارف اليهودية تحت مادة "ماسونية" ما يلي "لغة الماسونية الفنية وإشاراتها ورموزها وطقوسها كلها يهودية"([33]).

ومما يدل على يهودية هذه المنظمة أنه في جلسات حملة الدرجة الثالثة والثلاثين يتلى النص الآني: "سنعود إلى مهد سليمان بن داود ونبني الهيكل الأقدس ونقراء التلمود وننفذ كل ما جاء في الوصايا والعهود وفي سبيل إسرائيل نبذل كل مجهود)([34]).

والشواهد التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أو التردد في أن الماسونية صنيعة يهودية أكثر من أن تحصر وهي معلومة لدى جميع الباحثين في الماسونية([35]).

جاء في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون: "وإلى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول أن ننشئ ونضاعف خلايا الماسونيين الأحرار في جميع أنحاء العالم. وسنجذب إليها كل من يصير أو من يكون معروفاً بأنه ذو روح عامة، وهذه الخلايا ستكون الأماكن الرئيسية التي سنحصل منها على ما نريد من أخبار، كما أنها ستكون أفضل مراكز للدعاية.."([36]).

ومع كون الماسونية منظمة يهودية تهدف إلى سيطرة اليهود على مراكز النفوذ والقرار في العالم فهي تسلك لتحقيق هذه الغاية مسالك غير أخلاقية وغير إنسانية، فهي منظمة إرهابية موغلة في القذارة، فالقَسَم الماسوني الذي يعلنه طالب الالتحاق بالمحفل ينص على الآتي: ".. أقسم بمهندس الكون الأعظم ألا أخون عهد الجمعية وأسرارها لا بالإشارة ولا بالكلام ولا بالحروف وألا أكتب شيئاً منها ولا أنشره بالطبع أو بالحفر أو بالتصوير وأرضى إن حنثت في قسمي أن تحرق شفتاي بحديد ملتهب وأن تقطع يداي ويحز عنقي، وتعلق جثتي في محفل ماسوني يراها طالب آخر يتعظ بها، ثم تحرق جثتي ويذر رمادها في الهواء لئلا يبقى أثر من جنايتي"([37]).

ويعلق الدكتور أحمد شلبي على هذا القسم الماسوني مبيناً مجافاته تماماً لأهداف الماسونية التي تنادي بها في العلانية، فيقول:

"وهذا القسم يمدنا بمعلومات خطيرة عن الماسونية، فهو أولاً منقطع عن دستورها العلني فليس فيه حث على العمل الصالح، وحب الناس وتطهير النفس، وهو ثانياً واضح الدلالة على أنه إقدام على شيء حافل بالأسرار فأول شيء ينصب عليه القسم هو عدم إفشاء هذه الأسرار بأية صورة من الصور وهو ثالثاً وعيد صارم بالقتل والتمثيل بجثته إن أفشى هذه الأسرار"([38]).

قلت: إن من يلجأ إلى السرية لابد أن يكون ممن يخافون نقمة المجتمع أو السلطة، فالماسونية وسائر المنظمات المماثلة لها ليست غاية بل هي وسائل يستخدمها اليهود لهدم القيم التي تقف حائلاً دون تحقيق مقاصدهم وخصوصاً القيم الدينية وهذا مما يؤكد أن الإرهاب وغيره من الوسائل الإجرامية هو ما تسلكه الماسونية لتحقيق أهدافها، ولقد أدرك الماسونيون هذا المأزق السلوكي والأخلاقي الذي يلتزم فيه أعضاء المحفل بالسرية التامة، وحاولوا التماس المعاذير والتمويه الذي لا يقوم حجة ومبرراً حيال هذا الوعيد الشديد لمن يفشي أسرارهم وفي ذلك يقول شاهين مكاريوس([39]) : "ليس تستر الماسونية واسطة لإخفاء مقاصد سيئة، وجميع الذين ينظرون إلى الماسونية بعين الإخلاص، يحكمون بأن تسترها تواضع من أعضائها، لكي لا يظن الناس أنهم يشهرون أعمالهم ليطلبوا أجراً!؟"([40]).

وتارة يجعلون السبب الحامل لهم على السرّية والغموض هو من أجل المحافظة على الهيبة وجلال التنظيم، وفي ذلك يقول شاهين مكاريوس أيضاً: "أسرارنا المقدسة هي ما يحفظ تصاون جمعيتنا أن يبتذل فيكون مضغة في أفواه الغمارة، وفي كتمانها ما هو أدعى إلى الهيبة والإجلال"([41]).

وهذا الذي يقوله مكاريوس كذب وتضليل فكثيراً ما أقدمت الماسونية على قتل من يرجع عن الانتماء إليهم أو من يخشون منهم إفشاء أسرارهم أو من عَلِمَ أكثر مما لا ينبغي، ويكون قتل هؤلاء على يد رجال من الماسونية أنفسهم تقع عليهم القرعة، ومن يتخلف عن تنفيذ الأوامر يعرض نفسه للهلاك، وقد وجد في بعض محافهلم في مصر عام 1964م هياكل عظمية بشرية وجماجم كثيرة، ويعتقد أنها لأُناس قامت الماسونية بتصفيتهم([42]).



للماسونية أهداف تسعى إلى تحقيقها من خلال محافلها المنتشرة ومن خلال المنتمين إليها من رجالات السياسية والاقتصاد والفكر وكلها تجتمع في مصلحة الإلحاد والإفساد في الأرض ومحاربة الفضائل والقيم والتمكين لليهود في الأرض خصوصاً في أرض فلسطين وقد نجحوا في تحقيق بعض أهدافهم وهو نجاح مؤقت، إن نشر الإلحاد والقضاء على الأديان خصوصاً الدين الإسلامي ومحاربته بكل قوة، وصيانة الدول اللادينية والعلمانية من أعظم مقاصد الماسونية الذي سينتج عنه إقامة حكومتهم العالمية كما يتمنون([43]).

جاء في محاضر محفل الشرق سنة 1923م: "يجب أن تبقى الماسونية ملة واحدة     ـ اليهودية ـ وعليه يقتضي محو جميع الأديان وتابعيها"([44]).

إن مبادئ الماسونية بصورة عامة تدعو إلى تحطيم كل دين وتقويض كل نظام أخلاقي أو تشريعي لتؤسس على ذلك دعائم أمانيها الكاذبة بإقامة اليهودية التلمودية وتعاليمها العنصرية في العالم.

ويلخص الشيخ رشيد رضا ـ رحمه الله ـ أهداف الماسونية فيقول: "أنها تأسست لأجل هدم الحكومة الدينية البابوية وأن الواضعين لأساسها الأول هم اليهود، وغرضهم أساساً إعادة ملك سليمان إلى شعبهم في القدس وإعادة هيكله إلى ما وضع له في المسجد الأقصى"([45]).

وللماسونية أهداف قريبة وأخرى بعيدة، وأجملها فيما يلي:

أ- الأهداف القريبة:

1- تطعيم أكبر مجموعة من الناس بأفكار اليهود.

2- إن الماسونية سيدة الأحزاب السياسية وليست خادمتها.

3- بعد عشر سنوات سوف تجعل الماسونية الأمور تسير حسب مشيئتها دون أن تلاقي في طريقها مقاومة من أحد.

4- إن الغاية من وجود الماسونية هي النضال ضد الجمعيات المستبدة المنتمية إلى الماضي، ولأجل هذه الغاية سوف يقاتل الماسون في الصفوف الأولى، لأنها هي المنظمة الوحيدة التي تقاتل وتناهض الأديان والقوميات والتقاليد.

ب- الأهداف البعيدة:

1- تأسيس جمهورية ديموقراطية عالمية لا مكان فيها للأديان.

2- في المؤتمر الذي انعقد في ذكرى الثورة الفرنسية 1889م، صرّح الخطيب فرانكلين قائلاً: سيأتي يوم تتحرر فيه الأمم التي تجهل بواعث ثورة 1779م، وأهدافها من أواصر الدين، وإن هذا اليوم ليس ببعيد، ونحن في انتظاره، وسيهب الأخاء الماسوني العام ذلك للشعوب والأوطان.

وقد صرّحوا في هذا المؤتمر بأن هدف الماسونية هو تكوين حكومة لا تعرف الله.

3- محاربة الأديان، وصيانة الدول اللادينية العلمانية([46]).

وفي بيان أهداف الماسونية أيضاً يقول باحث إنجليزي يدعى جورج ربنسن: "عشت مع أفكار القوى السرية ـ الماسونية ـ نصف قرن وأنا أتابع ما تحيكه لمعتقدات الشعوب فلم أجد فيما تنشره تلك القوى أبشع من تلك الدسائس التي دست باسم مناهضة الأوهام والخرافات، وكانوا يقصدون بها روح العقائد لدى الأمم كما كانت تلك الدسائس تحارب الحكم الشرعي وسلطانه بحجة تحرير الشعوب من العبودية وتفتك بثروات عقول الناشئة باسم التنوير وتسرق أموال المجتهدين تحت اسم التنمية والتمدن، ولم أستطع وأنا أرى هذا الكذب المسموم إلا أن أتتبع مصادره فوجدته يرتبط مع الماسون الذين لا غاية لهم سوى دك صروح العقائد والقضاء على شرائعها وتفويض أركان الدول، وهذه الجمعية لو نجحت لقلبت الأرض رأساً على عقب وأحالتها إلى ركام من الخراب وجعلتها مستنقعاً من الدم وشعلة من النار"([47]).

وبحكم أن الأمة الإسلامية هي وارثة الإسلام وحاملة رسالته الخاتمة والخالدة فقد لاقى العالم الإسلامي أشدَّ أنواع الأذى من هذه المنظمة السرية فتم إسقاط الخلافة العثمانية ثم بعد ذلك تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات وحصص استعمارية ولم ينج من ذلك إلا القليل وبعد نهب خيرات العالم الإسلامي زرعوا بذور الاختلاف والتفرق بين أبنائه وفرضوا عليه مناهج الفكر والتربية بل والسياسية ونصبوا أنفسهم مرجعية حضارية له بعد الاستقلال ولازال العالم الإسلامي يحاول النهوض والعودة إلى موقعه الحقيقي في ميادين القوة والبناء ولا يزال أعداءه يبذلون ما يستطيعون لكي لا يتزحزح عن تلك الحفرة التي قذفوه فيها ولكن العاقبة للحق والخير.

ولئن كانت بداية العداء الماسوني للأديان متجهة إلى النصرانية فذلك لكون مهد نشأة هذه الجمعية في تلك البلاد التي يدين أهلها بالنصرانية ولكون اليهود هم من رعايا تلك الدول النصرانية، لكن المخططات الماسونية اصطدمت بالإسلام وبالمسلمين الذين تقع فلسطين ضمن ممالكهم وكذلك اصطدمت بتعاليم الإسلام المناقضة تماماً لأهداف الماسونية الخفية مما ذكر سابقاً.

فأخذت هذه الجمعية تساهم بشكل مؤثر في تمزيق وحدة المسلمين مستخدمة من استجاب لها من ذوي النفوذ في تحقيق هذه الغاية ([48]).

فمكنت في العصر الحديث لطوائف الباطنية الملحدة كالنصيرية والإسماعيلية والدروز والرافضة وساهمت في تكوين وإنشاء البابية والبهائية والزعم بأنها من الفرق الإسلامية([49])، كما ساهم الاستعمار الغربي في العقدين الماضيين في جعل مقاليد الحكم والسلطة في كثير من بلاد العرب والمسلمين إلى هؤلاء أو إلى إخوانهم ممن يحقق لهم مصالحهم الاستعمارية التي لن تتحقق في حال نهوض الأمة ومعرفة طريق خلاصها وانفكاكها من ربقة الذل والتخلف التي فرضها عليها أعدائها فرضاً.

ولن يمنع الماسونية من تحقيق أهدافهم إلا الله تعالى ثم يقظة المسلمين وتمسكهم بدينهم واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله e واجتماعهم تحت راية الإسلام.

 



تنقسم الماسونية إلى ثلاثة أقسام أو تتكون من ثلاث مراحل هرمية تشكل الهيكل العام للماسونية وهي كالتالي:

أولاً: الماسونية الابتدائية الرمزية العامة.

ثانياً: الماسونية المتوسطة الملوكية، أو العقد الملوكي.

ثالثاً: الماسونية الكونية([50]).

فالقسم الأول من الماسونية وهو الابتدائية الرمزية تنقسم إلى ثلاث وثلاثين درجة، فيبدأ المريد في الدرجة الأولى ثم يترقى حتى يصل إلى الدرجة الثالثة والثلاثين فإذا وصلها سُمي بالأستاذ الأعظم.

وسميت بالرمزية، لأن جميع خطواتها تخدم بالرموز أو لكثرة رموزها وطقوسها الوضعية، وكل رمز منها يشير إلى حادثة أو واقعة مما ذكر في التوراة المحرفة.

وسميت بالعامة، لأن أبوابها مفتوحة للجميع على اختلاف أجناسهم ودياناتهم، وهذ القسم قد يضم رؤساء دول ووزراء وكبار الشخصيات السياسية والعلمية ممن بأيديهم أمر ونهي في أوطانهم([51]).

ويحصل الماسوني المنتسب لهذا القسم على إجازة انتساب وعضوية يمهدها الأستاذ الأعظم أو السكرتير الأعظم الحائز على الدرجة الثالثة والثلاثين.

وتنقسم هذه الدرجات الثلاث والثلاثون إلى أربع مجموعات بحسب الألوان على النحو التالي:

من (1) إلى (3) تسمى الماسونية الزرقاء.

من (4) إلى (18) تسمى الماسونية الحمراء.

من (19) إلى (30) تسمى الماسونية السوداء.

من (31) إلى (33) تسمى الماسونية البيضاء.

ولكن درجة من هذه الدرجات الثلاث والثلاثون اسم يطلق على العضو. (مرفق صورة).

وهذا النوع من الماسونية هو الأكثر انتشاراً في العالم ويتخفى تحت شعار الأعمال الخيرية والإنسانية والأخوة ونحو ذلك.

وتتفرع الماسونية الرمزية إلى فرعين:

1- المجمع: وهو الوحدة أو الخلية التنظيمية الأعلى وتتألف من مجموعة محافل في منطقة معينة.

2- الشرق: وهو هيئة تشرف على مجموعة محافل ومجامع عدة في عدة بلدان مثل:

- المحفل الوطني المصري.

- محفل الشرق الأعظم البريطاني.

- محفل الشرق في فرنسا([52]).

والأعضاء الماسونيون المنضمون تحت هذا القسم ـ الماسونية الرمزية ـ تسخرهم ـ الماسونية لجمع المعلومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن بلدانهم لمعرفة أحوالها وأفكارها، كما تعمل على هدم الروابط التي تربطهم بدينهم وأوطانهم ومجتمعاتهم ليحل محل ذلك الولاء للماسونية اليهودية العالمية، فتجد هؤلاء المغتونين يتقلدون في مجتمعاتهم كل دعوة ضالة وكل تجارة خاسرة فهم في كل مجتمع دعاة على أبواب جهنم.

وأصحاب هذه الدرجة ـ الطبقة ـ يجهلون في الغالب الخصم الذي يسعون إلى تحطيمه والانتصار عليه، أي أنهم لا يعرفون الأهداف والغايات النهائية لما يقومون به من أعمال. وكلما علت الدرجة وارتفعت قل عدد الأعضاء الشاغلين لها، وهذه الدرجة والتي تليها     ـ الملوكية ـ لا تتقيد بعدد معين بخلاف الماسونية الكونية فعدد أعضائها أثنا عشر عضواً فقط، وكل من بلغ الدرجة الثالثة والثلاثون من الرمزية انضم إلى الملوكية.

أما القسم الثاني وهو: الماسونية الملوكية أو العقد الملوكي وهي متممة للماسونية الرمزية العامة، ويقصدون "بالعقد الملوكي" ما يرمز إلى أبطال السبي اليهودي في بابل مثل نحميا وعزرا ويوشع وغيرهم([53]) .

وهي تمثل مرتبة عليا في عضوية المحفل الماسوني وهذا اللقب لا يحصل عليه إلا اليهودي، إلا أنهم رأوا أخيراً من باب التضليل والخديعة أن يقبلوا فيها عدداً محدوداً من غير اليهود، بشرط أن يقدموا خدمات جليلة للمحفل الماسوني وهم ممن وصلوا إلى الدرجة (33) وهذه الماسونية تجعل درجاتها وغاياتها إلى تقديس ما ورد في التوراة.

وتهدف إلى إقامة دولة إسرائيل العظمى وإعادة بناء هيكل سليمان وإرجاع العهد القديم.

يقول يوسف الحاج العرافي: "إن مبدأ هذه الفرقة وتعاليمها ودرجاها وغاياتها ترمي إلى احترام الدين اليهودي، والعمل على تجديد المملكة اليهودية في فلسطين باسم الوطن القومي لليهود وهي تدّعي أنها نتيجة الماسونية الرمزية وغايتها، ولكن الماسونيين الرمزيين لا يعلمون من ذلك شيئاً"([54]).

أما القسم الثالث: وهو الماسونية الكونية، فهي محصورة في محفل واحد فقط مكون من (12) عضواً وهؤلاء جميعهم منتخبون من كبار حاخامات اليهود وكهنتهم وزعمائهم وأثريائهم وهي غامضة ومبهمة ولا يعرف عن نشاطها شيء.

وهؤلاء هم الذين صاغوا بروتوكولات حكماء صهيون وهي أعلى الطبقات ومصدر التوجيه لكل المحافل الماسونية الأخرى، وليس لها إلا مركزاً واحداً في نيويورك([55]).

وهي القمة الهرمية وأعضائها من رؤساء محافل العقد الملوكي ويطلق أصحاب هذه الفرقة على ما سواهم لقب "الأعمى" فيطلقون على الطبقة الرمزية "العميان الصغار" وعلى الطبقة الملوكية "العميان الكبار" وهؤلاء هم الذين يتصرفون بالمحافل عن طريق "الشروق"([56])، بما يعود لمصلحة اليهود، فهذه الطبقة تستخدم كافة المحافل الماسونية الرمزية والملوكية لتحقيق الأغراض اليهودية الصهيونية تحت شعاراتهم المخادعة من أمثال (الحرية ـ الإخاء ـ المساواة)([57]).

وهذه الفرقة غير معروفة إلا من قبل أشخاص قليلين جداً وهم من المفضلين من اليهود، ورمز هذه الفرقة [ T مثلثة t T t ] ورئيس هذا الفريق يلقب "بالحكيم الأعظم" وهو مصدر السلطات لجميع المحافل الماسونية([58]).

ويتدرج الماسونيون في سلم الرتب الماسونية نتيجة تقديمهم الخدمات الجليلة للعشيرة الماسونية وبمقدار ما يحصل عليه العضو من ثقة رؤسائه تتم ترقيته مصحوبة بأداء القسم الذي يستمر من أول الدرجات إلى آخرها وكلها ـ الأقسام ـ تشل يد الماسوني غير اليهودي وتفصله عن مجتمعه وأسرته وتحطم الروابط الأسرية بينه وبين أقرب الناس إليه كما تحطم رابطته بوطنه وحكومته فيعيش بلا قيم ولا كرامة فتتقطع كل روابط الصلة مع كل أحد إلا رابطة الماسونية والأخوة الماسون.

يقول أحد تلك الأقسام التي يرددها الماسون في إحدى الدرجات: "أقسم على أن أقطع كل الروابط التي تربطني بالأب والأم والأخوة والأخوات والزوج والأقارب والأصدقاء والرؤساء وكل من حلفت له بالأمانة والطاعة"([59]).

ولعل هذا مما يفسر لنا خروج عدد من الناس على مجتمعاتهم بالطعن والتشكيك في ثوابتهم الدينية وقيمهم الأخلاقية وأعرافهم وتقاليدهم المستقيمة دون أن يكون لهؤلاء امتداد فكري أو علمي معروف فهم لا يمتون إلى تراث الأمة ومدارسها التشريعية بصلة بل هم في حكم العوام في هذا الأمر وتعجب من تقحمهم واستماتهم في تقرير مخالفاتهم وتصويبها وإيذاء من خالفهم ورميه بالجهل وعدم معرفة روح الشريعة وروح العصر!! وهذا أمر يطول شرحه، أقول: لعل في معرفة النهج الماسوني مع اتباعه ما يفسر لنا هذه البلبلة الفكرية في عالمنا الإسلامي اليوم وتزييف كثير من الحقائق مما يعود في النهاية لخدمة اليهود العالمية وتمكينها من التأثير في مستقبل المسلمين وحاضرهم.

 



 


تقدم في ثنايا هذا البحث أن عدداً من الباحثين يرون أن الماسونية المعاصرة أو الحديثة ظهرت في القرن الثامن عشر وتحديداً في عام 1717م، يقول الدكتور محمد علي الزعبي: "تحققت بعد عناء البحث، ومشقة التنقيب، ووعورة المسالك، أن أشد الجمعيات السرية خطراً وأعمقها سرّاً جمعية "القوة الخفية" التي ظهرت عام 1717م بثوب جديد يدعى "الماسونية"([60]).

ويقول شاهين مكاريوس: "لم يتفق المؤرخون على أصل الماسونية وكيفية نشأتها، فقد تضاربت الآراء واختلفت الأقاويل فيها، فمن ناسب أصلها إلى أقدم الأزمان، ومن قائل أنها لا تتجاوز الجيل السابع عشر"([61]).

يقول عبدلاحليم الخوري: "إن الماسونية على الصورة المعروفة في زماننا حديثة العهد لا ترتقي إلى وراء سنة 1717م"([62]).

ويوقل المؤرخ فورستيية: "ظهرت الماسونية في انكلترا في بدء القرن الثامن عشر، ولكن تاريخ أصولها ظل غامضاً وما من شك في إنه يستحيل أن نثبت بشكل مرضي في أي عصر تأسست هذه الجمعية السرية، وكيف سارت وتطورت حتى أخذت شكلها الحالي"([63]).

وكان الظهور في مدينة "ايكوسيا" باسكتلندا، ومن اسكتلندا انتقلت الماسونية إلى فرنسا عام 1732م، ثم انتقلت إلى غرب أوروبا ومستعمرات انجلترا وفرنسا شرقاً وغرباً، فوصلت أمريكا عام 1733م وروسيا 1771م وألمانيا عام 1776م ومن ألمانيا انتشرت إلى أقطار أوروبا الشرقية، وبهذا يصبح للماسونية الحديثة منبعان رئيسيان هما:

أ‌-                 منبع اسكتلندي، وتعرف باسم الماسونية الحرة.

ب‌-           منبع الماني، وتعرف باسم "الماسونية النورانية"([64]).

وبعد أن انتشرت محافل الشرق ـ أي المحافل العظمى ـ وسائر المحافل الأخرى في كثير من إرجاء الأرض أخذت في العمل الجاد والسعي الدؤوب لتحقيق ما كان مرسوماً له وإعادة صياغة الأهداف اليهودية بلغة العصر وكذلك الوسائل للوصول إلى تلك الغايات الشريرة التي كانت ستلقي السخط والاستنكار من جميع الأمم لولا المكر والخداع الذي يتقنه اليهود.

ولا شك أن الماسونية الحديثة لا تنفك عن جذورها اليهودية فالتوراة المحرّفة والتلمود هما المصدر الفكري العام للحركة اليهودية بعامة والماسونية بخاصة، لكن العالم الغربي في مطلع القرن الثامن عشر كان قد ضاق ذرعاً باليهود واليهودية، بل إن اليهودية ذاتها قد دخلت في أزمة، فالفكر القبَّالي كان قد حل محل التلمود وقوّض اليهودية من الداخل، كما أن الفيلسوفان شبتاي تسفي وإسبينوزا قد شنا هجوماً شرساً في نهاية القرن السابع عشر على اليهودية، كما أن يهود البلاط والعنصر السفاردي قد حلاّ محل القيادة الحاخامية التقليدية، كما أن الثورة الصناعية التي بدأت في أوروبا وما صاحبها من علمنة الفكر والمجتمع غيّرت معايير القيم وموازين القوى، كل هذه العوامل جعلت اليهود في عزلة وغربة وأخذوا يبحثون لهم عن مخرج من هذا المأزق الاجتماعي.

في هذه الظروف اجتمع ثلاثة من أقطاب اليهود هم (جوزيف لافي وابنه إبراهيم، وإبراهيم ابيود) وضموا إليهم اثنين من غير اليهود للتمويه والتضليل وقرروا إعادة تشكيل تنظيمهم الخفي في ضوء المتغيرات العالمية في ذلك الوقت فكان ذلك ظهور جمعية البنائين الأحرار ـ الماسونية ـ في ثوبها العصراني الجديد ووضعوا لها بعض المبادئ البراقة (حرية ومساواة وتعاون...) واستبدلوا الرموز القديمة باصطلاحات جديدة كما قرروا تبديل اسم "هيكل" الذي كانوا يستعملونه قديماً باسم "محفل".

فكانت الماسونية هي الحل، وأصبحت المحافل الماسونية هي الأرضية الروحية والفعلية التي يمكن لأعضاء الجماعات اليهودية اللقاء فيها مع قطاعات مجتمع الأغلبية، وقد كانت هذه الأرضية تتسم بقسط معقول من الحيادية في الظاهرة([65]).

فالماسونية الحديثة شكلاً هي جزء من التشكيل الحضاري الغربي الذي أفرزته الثورة العلمانية في بلاد الغرب ومعلوم أن أغلبية اليهود في العالم هم من الأوربيين ولازالوا كذلك، ويمكن أن نسميها ـ أي الماسونية الحديثة ـ بأنها الوجه العلماني لليهودية، ولا يخفى على كل متابع أن هذا في ظاهر الأمر لمن لا يحسن قراءة الظواهر وإلا فالماسونية الحديثة يهودية الظاهر والباطن.

ويتحدث الأب لويس شيخو عن ظروف نشأة الماسونية الحديثة وروافدها الفكرية والاجتماعية فيقول: "في الماسونية وطقوسها وشعائرها عدة أشياء تشير إلى تاريخ اليهود وسننهم وعاداتهم ولاسيما إلى إحدى شيعهم السرِّية تُعرف بشيعة القبّالين (Kabbale) التي مزجت بين التعاليم الفلسفية والأقوال الفطية والأخاليل السحرية وكان بينها وبين فرقة الألبيجيين روابط متينة فامتزجت ببعضها ثم اشتد أرزها حتى وجهت قوتها للسياسة ومعاكسة السلطتين الدينية والمدنية، فكل هذه النحل التي سبق ذكرها ـ الوثنية والمانوية واللا أدرية والهيكليون ـ قد تعاقبت وتناصرت وأئتلفت فتركبت من مجموعها الماسونية، فكانت تلك الفرق كسواعد جرت مياهها إلى نهر كبير، تلك العناصر المختلفة التي صيغت منها بعد توالي الأجيال حلقة الماسونية الحالية"([66]).

من هذه الصبغة وظروف التحول نستطيع أن نفهم لماذا لجأت الماسونية الحديثة إلى شعارات (الحرية ـ الإخاء ـ المساواة) فليس ذلك إلا للتضليل والتمويه وخداع الشعوب ولتحاشي الاصطدام برجال الدين والسلطة من غيرهم، فلم تكن تلك الدعاوى العريضة للإصلاح والتعاون الإنساني والرخاء الاقتصادي فلم تكن إلا طعماً لاصطياد المشروعية الاجتماعية وصرف الأنظار عن نشاطها الحقيقي الذي كانوا فيه وبجدارة دعاة للتخريب ولفساد البلاد والعباد في كل مكان حلّو فيه وتمكنوا من مقدراته.

وقد نشرت مجلة فرنسا الجديدة عام 1920م خطاب هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الذي ألقاه في مؤتمر بال (سويسرا) وجاء فيه: "إن لفظة حرية ومساواة وإخاء قد جذبت إلينا من سائر أقطار الأرض أقواماً عديدين والفضل في ذلك لعمالنا الأغبياء!! ومتى أصبحت السلطة في أيدينا ننـزع من شعارنا الماسوني ألفاظ (حرية ـ مساواة ـ إخاء) ونضع مكانها ألفاظاً لا تدل إلا على تصور كحقوق الحرية مثلاً وواجبات المساواة وكمال الإخاء وهكذا نتكلم ... وهذا ما حدانا إلى إيجاد ماسونيتنا الخاصة التي يجهل أسرارها وغاياتها هؤلاء الحيوانات والخوارج (يقصد بذلك الماسونية الكونية التي يديرها المحفل الأمريكي) وإذا كنا قد جذبنا البعض منهم إلى كثير من ترتيباتنا المنتظرة وأعني بذلك المحافل الماسونية فما ذلك إلا لنحول عنهم إخوانهم في الدين وهكذا نفرق بينهم)([67]).

وجاء في بروتوكولات حكماء صهيون ما يوضح الكلام المتقدم: "إن الحرية السياسية ليست حقيقة، بل فكرة، ويجب أن يعرف الإنسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتخذها طعماً لجذب العامة إلى صفه، إذا كان قد قرر أن ينتزع سلطة منافس له... لأن قوة الجمهور العمياء لا تستطيع البقاء يوماً واحداً بلا قائد"([68]).

لقد اعتنق اليهود سياسةً جديدة للدنيا الجديدة مستفيدين من أخطائهم في الماضي التي كان انغلاقهم الاجتماعي وتفكيرهم العنصري ـ شعب الله المختار ـ أبزر مقوماتهم كأمة، وكان هذا سبباً كافياً للكراهية المتبادلة بينهم وبين بني آدم كافة.



لقد كانت مصادر الفكر الماسوني في هذه الحقبة الحديثة تعتمد على مصدرين رئيسين هما:

1-             بروتوكولات حكماء صهيون.

2-             مخطط "بايك" العالمي.

فإنه تقرر بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الجمعية ـ الماسونية ـ يهودية الجذور والنشأة والغاية، وبإجماع الراصدين والمتابعين للحركة اليهودية المعاصرة، وما تفرع منها من منظمات وجمعيات فإنها لا تكاد تخرج عما رسمه حكماء صهيون في بروتوكولاتهم التي وقعها واعتمدها حكماء صهيون الماسون من الدرجة الثالثة والثلاثين هذه البروتوكولات التي لم تكن إلا مبادئ عامة ومقاصد كلية للقوى اليهودية التي تعمل في الخفاء.

ونتيجة للتحولات العالمية المذكورة سابقاً ولانحسار المسيحية في أوروبا، رأت اليهود أن قوانين اللعبة العالمية كما يقولون قد تغيرت فاتصل كبار منظري الحركة الماسونية في عام 1770م برجل يدعى "آدم وايزهاويت" أستاذ علم اللاهوت بجامعة "انغولدشتات" الألمانية، وكان هذا قد اعتنق فكر الإلحاد فكلفوه بمراجعة تلك المبادئ والأسس للفكر اليهودي وإعادة صياغتها وتنظيمها على أسس حديثة فكان هذا العمل هو النواة لما عُرف لاحقاً ببروتوكولات حكماء صهيون([69]).

فتكون بروتوكولات حكماء صهيون قد مرّت بثلاث مراحل من جهة تدوينها:

المرحلة الأولى: نتائج الاجتماعات والمؤتمرات التي يعتمدها اليهود وهي ما يعرف بأفكار وأهداف القوة الخفية وذلك عبر عصورهم المختلفة.

المرحلة الثانية: إعادة صياغة تلك الأهداف والقرارات على ضوء المتغيرات الدولية في مطلع القرن الثامن عشر على يد الماسوني (آدم وايزهاويت" ويلحق بهذه المرحلة ما قرره واعتمده الجنرال الماسوني "بايك" من إضافة لعمل "وايزهاويت".

المرحلة الثالثة: وهي البروتوكولات بصيغتها المتداولة في العالم اليوم وكتبت في عام 1897م يعد اجتماع نحو ثلاثمائة يهودي من أعتى مفكريهم يمثلون خمسين جمعية يهودية بزعامة "هرتزل" وقرروا خطتهم السرية للسيطرة على العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود فكانت وثيقة مؤتمرهم هذه البروتوكولات.



 

في عام 1840م انضم إلى المحفل الماسوني "النوراني" الجنرال الأمريكي "البرت بايك" فعهدت إليه الماسونية بدراسة مخططات "وايزهاويت" وإيجاد السبل لنقلها من عالم النظرية إلى عالم التطبيق والممارسة العملية، فاعتمد على قاعدتين:

أحدهما: اعتماد مجموعة الخطط والمشروعات السابقة أساساً له (قرارات القوى الخفية ـ مخططات وايزهاويت).

ثانيهما: الانطلاق من المرحلة الأخيرة التي انتهت إليها المؤامرة وهي إقرار الحركات التخريبية العالمية وهي الصهيونية والشيوعية والفاشية([70])، وبعد عشر سنين أنهى الجنرال بايك وفريق عمله مهمتهم وكان أبرز النتائج الآتي:

أولاً: إقرار الحركات التخريبية العالمية المبنية على الإلحاد المطلق والإشراف على تنظيمها والدعوة إليها:

‌أ-                 الشيوعية.

‌ب-           الفاشية.

‌ج-            الصهيونية.

ثانياً: الإعداد لثلاث حروب عالمية:

وتكون كل حرب تمهيداً لتغيرات عالمية قد أعدَّ اليهود عدتهم لاستغلالها لتحقيق مآربهم وغاياتهم، وهذه الحروب هي:

المرحلة الأولى:

الثورة البلشفية للإطلاحة بحكم القياصرة في روسيا، ثم جعل هذه المنطقة عقلاً مركزياً للإلحاد في العالم ونقطة انطلاق لغزو القيم والأديان وتحطيم الإنسان ككائن مكرم.

المرحلة الثانية:

تؤمن الحرب العالمية الثانية اجتياح الحركة الشيوعية لنصف العالم مما يمهد للمرحلة التي تليها وهي إقامة دولة اليهود في فلسطين (وبناء الهيكل)([71]).

المرحلة الثالثة:

وهي حرب مفتوحة طويلة الأمد تنتهي بحرب كونية ثالثة، قبلها تتصدى الصهيونية السياسية([72]) للزعماء الإسلاميين في العالم الإسلامي على كافة الصعد غايتها أن يبقوا خاضعين لتلك القوى الغازية .

لقد حدث جميع ما خطط له "بايك" فكان تنفيذاً عملياً لتحقيق ما انطوت عليه قرارات وايزهاويت وكانتا معاً لب وروح بروتوكولات حكماء صهيون فيما بعد لما تحتويه من الأفكار الشريرة لتدمير الإنسان والأوطان وجعلهم سخُرة لليهود الساعين فساداً في الأرض هذا دأبهم وديدنهم أبداً، وهذا الأمر يجعل من الواجب المتحتم على المسلمين خاصة وعقلاً العالم عامة أخذ هذا الأمر ـ بروتوكولات حكماء صهيون ـ على محمل الجد والحيلولة بين هؤلاء وبين ما يطمحون إليه من الظلم والعدوان خصوصاً على المسلمين، والوقوف لهم بالمرصاد وكشف أكاذيبهم وأضاليلهم والتحذير من دسائسهم ومكائدهم فإن الحق إذا جاء زهق الباطل يقول الأستاذ محمد بن خليفة التونسي الذي ترجم البروتوكولات واصفاً خطورتها: "هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العالم، ولا يستطيع أن يقدره حق قدره إلا من يدرس البروتوكولات كلمة كلمة في أناة وتبصر ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها، على شرط أن يكون بعيد النظر، فقيهاً بتيارات التاريخ وسنن الاجتماع، وأن يكون ملماً بحوادث التاريخ اليهودي والعالمي بعامة لاسيما الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها، ثم يكون خبيراً بمعرفة الاتجاهات التاريخية والطبائع البشرية، وعندئذٍ فحسب ستنكشف له مؤامرة يهودية جهنمية تهدف إلى إفساد العالم وإخضاعه لمصلحة اليهود"([73]).

ويقول الدكتور صابر طعيمة: "إن من يطالع هذه البروتوكولات ويتابع ما يحدث عالمياً في ميدان الاقتصاد والاجتماع أو في علاقات الأخلاق العامة أو مجالات السياسة والأدب والسلوكيات الحديثة يجد علاقة وثيقة بين جوهر المعتقد الماسوني في التخطيط للسيطرة على مقدرات العالم وبين التيارات أو الانفجارات الأخلاقية والمذهبية في العالم كله شرقه وغربه على حد سواء"([74]).

ويقول صاحب كتاب الدنيا لعبة إسرائيل متحدثاً عن المرحلة الثالثة من مخطط بايك والتي يعيشها العالم الإسلامي اليوم بكل وضوح يقول: "ينص المخطط على التمهيد لهذه الكارثة الشاملة ـ الحرب الكونية الثالثة ـ عن طريق تصدي الصهيونية السياسية للزعماء الإسلاميين في العالم الإسلامي وشنها حرباً ماحقة على الإسلام القوة الأخيرة التي تجابهها قوى الشر.. لقد بدأ تنفيذ هذه المرحلة الثالثة، مرحلة صراع المؤامرة مع الإسلام وضرب العالم العربي وتدمير عقيدته الإسلامية، ولا تستطيع تخيل إنسان قادر على التفكير مجرد من الهوى يمكنه أن يتجاهل أن المؤامرات التي تجري في الشرق الأدنى والأوسط والأقصى تشكل حلقات من مخطط واحد يهدف إلى تحقيق تلك الغاية"([75]).



 


لا يخفى على كل متابع لما يجري في العالم اليوم وفي ظل هذه الثورة المعرفية في الأعلام والاتصال أن السيطرة على الفكر الإنساني هي أهم ميادين الصراع بين القوى المتصارعة فكل أمة تريد أن تشكل الفكر الإنساني العالمي حسب مبادئها وثوابتها وكيف تحيا حاضرها وكيف تعد لمستقبلها بقطع النظر عن كون تلك المبادئ والثوابت حقاً أو باطلاً، وإذا علمنا خطورة الأهداف الماسونية وتشابكها مع كثير من ميادين الحياة العامة العالمية سياسياً واقتصادياً وفكرياً وتربوياً وعسكرياً علمنا أن العلم بتلك الأهداف ووسائل تحقيقها من أهم ما يجب على العقلاء لمقاومة هذا الشر القادم من كل اتجاه، وإن من أهم أهداف الماسونية المعاصرة.

ما اشتمل عليه ما يعرف بمخطط "وايزهاويت والجنرال بايك" ومجموع أفكار البروتوكولات لحكماء صهيون، واذكر منها:

1-             تدمير جميع الحكومات الشرعية وتقويض الأديان السماوية (ما عدا اليهودية المحرفة).

2-             تقسيم العالم المعاصرة إلى معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها بشكل دائم حول عدد من المشاكل تتولى المؤامرة توليدها وإثارتها باستمرار ملبسة إياها ثوباً اقتصادياً أو عنصرياً أو سياسياً أو جغرافياً.

3-             تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها ثم تدبير حادث في كل مرة يكون من نتيجته أن ينقض كل معسكر على الآخر.

4-             بث سموم الشقاق والنزاع داخل البلد الواحد وتمزيقه إلى فئات متناحرة وإشاعة عقلية الحقد والبغضاء حتى تتقوض كل دعاماته الأخلاقية والدينية والمادية.

5-             الوصول شيئاً فشيئاً إلى النتيجة بعد ذلك وهي تحطيم الحكومات الشرعية والأنظمة الاجتماعية السليمة وتهديم المبادئ الدينية والأخلاقية والفكرية والكيانات القائمة عليها تمهيداً لنشر الفوضى والإرهاب والإلحاد([76])، وإضافة إلى ما تقدم جاء في مخطط المجدِّد "بايك".

6-             إبادة جميع المشاعر الوطنية والقومية.

7-             إلغاء الإرث كخطوة رئيسية في سبيل حل وتفكيك الرباط العائلي.

8-             إلغاء الملكية الخاصة.

9-             تدمير نظام الأسرة وإنكار أن تكون النواة الأساسية في المجتمع([77]).



الوسائل هي الطرق والأساليب التي اتبعتها الماسونية المعاصرة للوصول إلى أهدافها وغاياتها البعيدة والقريبة، ولقد سلكت الماسونية الحديثة عدداً من الوسائل منها:

1-        المحافل الماسونية ـ ذاتها ـ وما ترفعه من شعارات براقة مثل الحرية والإخاء والمساواة، وما تنادي به من التضامن والتعاون الإنساني كل ذلك كفيل بجذب أعداد غفيرة من الناس الذين قد تخفى عليهم حقائق هذه الجمعية، ثم هم بعد ذلك ـ الماسون ـ يقومون بفرز الأعضاء واستبعاد من لا يناسب لطبيعة أهدافهم وتطلعاتهم([78]).

2-        استعمال الرشوة بالمال واستخدام الجنس بما في ذلك الشذوذ الأخلاقي في سبيل الوصول إلى الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة في المناطق المستهدفة سواءً في المجال السياسي أو العلمي أو الاقتصادي أو العسكري ثم جعل هؤلاء الأشخاص ضحايا مرتهنون لتلك العلاقات المشبوهة، وبذلك تتم السيطرة عليهم ويسهل ابتزازهم واستخدامهم أداة طيعة في تنفيذ الأجندات الماسونية التي تصب في الأخير في مصلحة اليهود وتدمير الشعوب والأوطان والأديان([79]).

3-        تهتم الماسونية بفئة الشباب ولذلك تحرص على أن يهتم الأساتذة الماسون في المعاهد والجامعات بالشباب النابهين عقلياً ومن ينتمون إلى أسر ذات مكانة اجتماعية ويعملوا على تشريبهم روح التمرد والإلحاد شيئاً فشيئاً وقتل المبادئ الأخلاقية والدينية والوطنية في نفوسهم وغرس عقلية الاستهتار بتلك القيم والمثل العليا في عقولهم وفكرهم، وتتابع الماسونية هذا الغرس الخبيث وتتعاهده بتهيئة المناخ الملائم بإرسال هؤلاء إلى مراكز وهيئات خارج محيطهم الإسلامي ليتلقى جرعات عالية من السموم الفكرية وتكميل عملية التهديم النفسي والأخلاقي والديني والوطني لدى هؤلاء، ثم يعودون بعد ذلك رسل شر وإفساد في كل مجتمع حلّوا فيه وواقع المسلمين اليوم خير شاهد على ذلك وأمثال هؤلاء كثر في عالمنا العربي والإسلامي اليوم وقد وجدوا مطيتهم التي يتسترون بها وهي ما يعرف بالعلمانية([80]).

4-        تولى الماسونية عناية شديدة بوسائل الإعلام والاتصال لنشر دعايتها الكاذبة، وللطعن في القيم والمبادئ الإنسانية والدينية والوطنية ونشر الشائعات والأراجيف وزعزعة ثقة المجتمع بنفسه وذلك بنقد ثوابته وفي المقابل الثناء والتمجيد للقيم المستوردة ـ العلمانية ـ من مجتمعات وأمم شتى ولذلك فهي تسيطر على أهم مراكز الإعلام العالمي اليوم. ودعم التصورات الجاهلية والأحزاب العلمانية المنافية للإسلام وتشجيع النظريات الإلحادية في السياسة والاقتصاد والاجتماع ـ كالشيوعية والقومية ـ والتقدمية، والداروينية وغيرها من نخاتة الأفكار وزبالة الأذهان البشرية.

5-        محاربة كل قوى اجتماعية أو وطنية تسعى إلى الخير والتمسك بالمبادئ والقيم الخيّرة وإلصاق التهم بها وتشويه مقاصدها والحيلولة بينها وبين ما تسعى إليه بكل وسيلة حتى لو كانت غير إنسانية ولا أخلاقية.

6-        تعمل الماسونية من خلال محافلها وأعضائها كأجهزة استخبارات سرية للتجسس على الحكومات في البلاد والدول التي توجد بها أو يوجد بها أعضاء منها، لتقف بذلك على سير النظم السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وذلك لكي لا يستقر النظام ولتشجيع الفساد والانحلال في هذه البلدان وكسر حدِّة التدين والتمسك بالقيم والمبادئ([81]).

7-        نشر المفاهيم المنحرفة التي تهدم العقل والقيم في المجتمع ومن ذلك الدعوة إلى تحرير المرأة من القيم والأخلاق وجعلها سلعة للمتعة الرخيصة في كل ميدان، والمناداة بأنها تقف على قدم المساواة مع الرجل في كل شيء معتمدين في تحقيق كل ما تقدم أو بعضه على التشريعات الدستورية والقوانين الوضعية التي تفرضها السلطات الجديدة التي أتوا بها على أنقاض الحكومات الشرعية والوطنية أو من خلال ما يعرف بالحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يكون لرجال الماسونية كلمة الفصل في كثير من الأحيان في تحديد وجهته وميدانه وإصدار التشريعات لتقنيين هذه الانحرافات الاجتماعية الخطيرة([82])، جاء في البروتوكول التاسع: "ولقد خدعنا الجيل الناشئ من الأميين وجعلناه فاسداً متعفناً، بما علمناه من مبادئ ونظريات، معروف لدينا زيفها التام... ولقد حصلنا على نتائج مفيدة وخارقة من غير تعديل فعلي للقوانين السارية من قبل بل بتحريفها في بساطة وبوضع تفسيرات لها لم يقصد إليها مشترعوها"([83]).

8-        تقوم الماسونية بعمليات الاغتيال للتخلص من كل من يقف في طريقها ولم ينجح معه أسلوب الترغيب والترهيب، أو إذا كان القتل مقصوداً لذاته لأنه يحقق مصلحة مرتقبة كالفتن الاجتماعية أو الحروب بين الدول ونحو ذلك([84]). جاء في البروتوكولات: "إن خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب لا بالمناقشات الأكاديمية"([85]).

9-        ومن أعظم وسائل الماسونية لتحقيق أهدافها وتمكين اليهود في فلسطين وتدمير المجتمعات الإسلامية هو الدعوة إلى العلمانية التي لُبّها وجوهرها عزل الدين عن الحياة خصوصاً الدين الإسلامي فيفقد المجتمع بوصلة الهداية وسلامة الاتجاه فيتخبط تارة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال ناهيك عن الفوضى والاحتراب الداخلي وتوقف عجلة النماء والبناء بسبب الطروحات العلمانية المارقة مما يجعل السيطرة عليه من قبل أعدائه أمراً سهلاً ومن ثم تسخيره وتسييره في خدمة المشروع الماسوني اليهودي العالمي، فالماسونية والعلمانية تلتقي في محاربة الأديان وعزلها وتحطيمها، جاء في البروتوكولات: "وسنختار من بين العامة رؤساء إداريين ممن فيهم ميول العبيد، وأن يكونوا مدربين على فن الحكم، ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصاً على حكم العالم منذ الطفولة"([86])، وجاء فيها أيضاً: "وسنعوق الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة"([87]). فالذي تربى في أحضان الماسونية وتغذى من فكرها وعقائدها سيكون ولائه خالصاً لها وبالتالي سيخلص ولاءه لليهود ومواقفه منسجمة مع مصالح اليهود ولو كان من أرومة العرب نسباً وحسباً!!

10-  ومن أخطر وسائل الماسونية اليوم العمل على نشر الطائفية وإذكائها في بلدان المسلمين لتمزيقها والسعي لإقامة دويلات طائفية تعزل الكيان الصهيوني عن البلدان التي يشكل المسلمون فيها أغلبية مطلقة، وذلك لضمان عدم المواجهة مع المسلمين ومن هذه الدويلات، دولة درزية في منطقة الصحراء وجبل تدمر ودولة شيعية رافضية في جبل عامل بلبنان، ودولة نصيرية في اللاذقية، قلت وقد تحقق لهم أكثر مما أرادوا فأصبحت جميع بلاد الشام درعاً حصيناً لدولة إسرائيل بفضل الأنظمة السياسية التي تأتمر بأمر الماسونية، بل كبار رجالها هم من الحاصلين على الدرجة الثالثة والثلاثين من درجاتها([88]).



 


الروتاري: منظمة ماسونية تسيطر عليها اليهودية العالمية، وتقيم هذه النوادي أنشطة علنية تؤدي مهماتها أو بعضها تحت ستار الإخاء الإنساني.

وكلمة "روتاري" كلمة إنجليزية معناها "دوران أو مناوبة" لأن اجتماعاتها كانت تعقد بالتناوب في منازل أو مكاتب الأعضاء، وكذا الرئاسة تدور بينهم بالتناوب([89]).

شعار الروتاري:

اختار الروتاري شارة مميزة لنواديهم وهي "العجلة المسننة" على شكل ترس ذات أربعة وعشرين سناً باللونين الذهبي والأزرق وداخل محيط العجلة تتحدد ست نقاط ذهبية، كل نقطتين متقابلتين تشكلان قطراً داخل دائرة الترس بما يساوي ثلاثة أقطار متقاطعة في المركز، وبتوصيل نقطة البدء لكل قطر من الأقطار الثلاثة بنهاية القطرين الآخرين تتشكل النجمة السداسية تحتضنها كلمتي "روتاري" و"عالمي" باللغة الإنجليزية([90]).

نشأتها:

يرجع تاريخ هذه النوادي إلى سنة 1905م حيث أوعزت الماسونية الكونية إلى أحد أعضائها المدعو "بول هاريس"([91]) بإنشاء أول نادي للروتاري في مدينة شيكاغو الأمريكية ومن أشهر أعضائها أورخان لتأن التركي وكونواد هيلتون اليهودي الماسوني وهو صاحب فنادق هيلتون المنتشرة في أكثر مدن العالم، ومهمة فنادقه هي السيطرة على اقتصاد البلاد التي توجد بها والعمل على نشر المبادئ الماسونية، حتى الماسونيين يعقدون اجتماعاتهم الدورية في هذه الفنادق وقد انضم إلى الروتاري كثير من التجار والشيوخ والعلماء ورجال الاقتصاد([92]).

وتهدف هذه المنظمة إلى أن يمتزج الشعب اليهودي بالشعوب الأخرى باسم الإخاء والود ثم من هذا الطريق يصلون إلى جمع المعلومات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تساعدهم في تنفيذ أغراضهم وتحقيق نواياهم العدوانية.

وتجتذب الروتاري نوعين من الناس:

الأول: جماعة المشاهير الذين لا تحوم حولهم شبهة ولهم مراكز مهمة، ويوضع هؤلاء في الدرجة الأولى فلا يشاهدون إلا الحفلات ومراكز الرحلات والإخاء الإنساني ونحو هذا.

ومهمة هؤلاء إبعاد الشكوك عن هذه المنظمة.

الثاني: جماعات تجب فنجذبه بالأسماء السابقة وهؤلاء يُسعى لأن تستفيد منهم الروتاري في تحقيق أغراضها المشيوهة التي صب في خدمة الماسونية واليهودية العالمية نظرياً وعملياً([93]).


تنقسم نوادي الروتاري إلى أربعة أقسام:

1-    نوادي الروتاري العامة ـ وهي تختص بالكبار من الرجال.

2-    ألا ترويل: وهي الاندية الخاصة للسيدات زوجات وشقيقات أعضاء أندية الروتارى للرجال.

3-   الروتر آكت. وتضم ابناء وأشقاء وبنات وشقيقات أعضاء وعضوات أندية الروتاري الأنرويل فمن لا يقل عمرهم عن 18 سنة ولا يزيد عن 28 سنة، وهن يمثلن الصف الثاني الذي يقوم بما يعجز عنه الكبار من زيارة الملاجئ وكذا الاختلاط الذي يؤهلهم لكي يكونوا جيلاً جديداً متحرراً من الدين والأخلاق.

4-   الإنترآكت: وهو خاص بطلبة المدارس الإعدادية والثانوية ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة، وقد أضيف إليهم أطفال الحضانات، وهؤلاء يخضعون لبرنامج تعليمي مكثف يضمن الولاء الكامل لنوادي الروتارى وأهدافها، حيث يتعلمون المساواة بين الجنسين والاختلاط وحرية الجنس وعدم الخجل من الأعضاء التناسلية، بحيث يشكلون الجيل الذي تهدف الماسونية إلى إيجاده([94]).


ثانياً: الليونز:

الليونز: مجموعة نواد ذات طابع خيري اجتماعي في الظاهر لكنها لا تعدو أن تكون واحدة من المنظمات التابعة للماسونية التي تديرها اليهودية العالمية بغية تحقيق مصالح اليهود في العالم([95]).

والليونز: أي الأسود، والاسم يرمز إلى القوة والجرأة.

المؤسس:

-      أنشأها الأمريكي (ملفن جونز) في شيكاغو عام 1915م وقد أنشئت هذه النوادي كبديل ورديف لنوادي الروتاري في حالة انكشافها([96]).

مبادئها المعلنة:

1-             تنمية روح التفاهم بين الشعوب.

2-             البعد عن الجدل في المسائل الدينية والسياسية.

3-             خدمة المجتمع من خلال الأعمال الخيرية([97]).

أهدافها الحقيقية:

يلخصها الدكتور أحمد شلبي بقوله: "التجسس والإغراء ومحاربة الوطنية ومصارعة الارتباط بالدين، والدعوة إلى أن يمتزج اليهود بالشعوب الأخرى باسم الإخاء والود ثم يحاول اليهود على هذا الطريق أن يصلوا إلى جميع المعلومات عن التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم اقتصادية كانت أو سياسية أو صناعية"([98]).

ومن الجدير بالذكر أن هذه النوادي كما نوادي الروتاري لا تقبل إلا ذوي المكانة العالية في المجتمع أو أصحاب التجارة ورجال الأعمال وأصحاب المهن الرفيعة كالطب والهندسة ونحوها، فلا يقبلون المتدربين أو من عُرف بالوطنية أو الفقراء من العمال ونحوهم، مما يوضح لنا أن هذه المنظمات تهدف إلى أمور أخرى وهي لا تخفى على كل مطلع على هذه المنظمات المشبوهة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه النوادي توجد في كثير من البلاد العربية كمصر والأردن وسوريا والعراق والبحرين وتونس والمغرب.

 



قام مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الأولى من 10/17 شعبان لعام 1398 بدراسة الماسونية وما كتب حولها واتخذ قراراً جاء فيه:

"يقرر المجتمع الفقهي اعتباراً الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو "كافر" بالإسلام مجانب لأهله".

ومن الموقعين على هذا القرار الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ محمد الحركات رحمهم الله تعالى([99]).

كما أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر، برئاسة الشيخ عبدالله المشد. فتوى جاء فيها: "يحرم الانتساب إلى المحافل الماسونية ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام وسيلة الأندية التي ينشؤونها باسم "الإخاء والإنسانية ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك، وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل "الليونز والروناري" وهما من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الاخلاقية وتخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية"([100]).

كما أصدر المفتي للعام بلا دون عام 1964م فتوى نشرتها مجلة هدى الإسلام جاء فيها "نقل عن كثير من أقطابها ـ أي الماسونية ـ ما يدل على الكفر والإلحاد، والظاهر أن هذا ما ينتهي إليه الداخل فيها، أما في البداية فيبقى محجوباً عن هذه الغاية، وهذا هو السر أننا نرى بعض المسلمين المبتدئين فيها يحافظون على الصلاة. والدليل على أن هذه الجمعية، من بدع اليهود ما نقطع به وهو: تقديم الأخوة الماسونية على الدين، وهذا عند التأمل كفر، وتقديم الأخوة الماسونية، يضمن الموالاة للأخوة اليهودية([101]).

بل إن الجامعة العربية ـ مكتب مقاطعة إسرائيل ـ في جلسته المنعقدة في مدينة الأسكندرية بتاريخ 1/6/1977هـ اتخذت قراراً جاء فيه.

1-             اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية.

2-             حضر إقامة مراكز ومحافل لنشاط الحركة الماسونية في الدول العربية وإغلاق أي أماكن لها تكون قائمة الآن في تلك الدول.

3-             لا يجوز التعامل أيّاً كان نوعه وطبيعته مع مراكز هذه الجماعة أو محافلها في مختلف أنحاء العالم([102]).

 

 



 

الحمد لله وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه وبعد:

فمما لاشك فيه أن اليهود وكذا الفكر اليهودي المعاصرة من أشد الأشياء خطراً على العالم بأسره وعلى المسلمين خصوصاً، وقد عالج البحث مظهراً من مظاهر اليهودية المعاصرة الأولى التنظيم الماسوني، فكان أبرز النتائج التي توصل إليها البحث ما يلي:

1-   لا يزال اليهود يعتقدون تفوق عنصرهم البشري على سائر بني آدم ويؤيدون ذلك بأكاذيب اختلقوها لأنفسهم وبالتالي فلا يحق لأحد أن يقف بينهم وبين ما يطمحون إليه من العلو في الأرض بغير حق وهذا أمر مخالف لسنن الله الكونية والشرعية، وإن الوقوف في وجه فسادهم العلمي والعملي أصبح فرضاً متحتماً على أمة الإسلام فهي الأمة الوسط والأمة الشاهدة.

2-   أعاد اليهود تشكيل قوتهم الدولية المعاصرة بدءاً من القرن الثامن عشر الميلادي فكانت "جمعية البنائين الأحرار" وهي ما يعرف بالماسونية أبرز تلك القوى الفاعلة لتحقيق غاياتهم وأهدافهم الشريرة.

3-   لا تزال القوى اليهودية الخفية تتلون وتتشكل في استجابة كاملة للمتغيرات العالمية وموازين القوى الدولية مع المحافظة على أهدافها التي أهمها استمرار احتلال فلسطين وتمزيق العالم العربي والإسلامي وإضعافه.

4-   تُعتبر الماسونية في نظر الغافلين أو المتغافلين من اتباعها ومؤيديها دعوة إنسانية عامة لا تفرق بين الأديان، وهذا الكلام أصبح من السذاجة أن يحكى فضلاً عن تصديقه.

5-   أن أهم مصادر الماسونية المعاصرة الفكرية والعقائدية هي التلمود وكذلك ما يعرف ببرتوكولات حكماء صهيون التي تعتبر خطة عمل حديثة لتحقيق أغراض اليهود العالمية وكذلك ما يعرف بمخطط الجنرال بايك.

6-   اليهودية ديانة مغلقة واتباعها أقلية في عالم اليوم وقد استطاعوا تحطيم النصرانية وتحريفها بدءاً بشاؤل بولس الذي حولها من التوحيد إلى الوثنية وانتهاءً بفلاسفة علم الاجتماع والاقتصاد والطبيعيات من أمثال ماركس وداروين ودوركايم وغيرهم، وهم اليوم يتجهون إلى الإسلام لعمل ذات الشيء كما عملوا مع النصرانية، وقد نجحوا من خلال استقطابهم ودعمهم للتيارات الباطنية المنتسبة زوراً إلى الإسلام وكذلك من خلال دعم الفكر العلماني المدني الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إزاحة الإسلام من حياة المسلمين قال تعالى: [وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً] {النساء:89}.

7-   يجب أخذ بروتوكولات حكماء صهيون وكل ما اشتملت عليه من آراء وأفكار مأخذ الجد وإجراء الدراسات والبحوث المعمقة والمتخصصة حولها ورصد آثارها في الواقع، لمقاومة ذلك وقطع الطريق على هؤلاء المفسدين، وهذا الدور يجب أن تشارك فيه الأقسام العلمية المتخصصة في الجامعات ومراكز الأبحاث المستقلة كما يجب أن تكون نتائج تلك الدراسات حاضرة لدى صانعي القرار السياسي والاقتصادي والإداري في العالم الإسلامي.

8-   أن الماسونية نوع من الدجل الباطل المغلف زوراً بالفكر والمعرفة وهي كسائر دعوات الدجاجلة تظهر وتقوى عند نسيانها وعدم مقاومتها بالتحذير منها، وأرى أن خروج الدجال الأكبر وهو من اليهود هو امتداد لهذا الفكر الخبيث الذي ينتشر في عالمنا الإسلامي اليوم، ومن العجيب أن اليهود في عصرنا الحاضر ينتظرون هذا الدجال، قال تعالى: [وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] {الأنعام:129}   .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،،،



1-      الماسونية، محمد صفوت السقاف وسعدي أبو حبيب، ط ، الأولى 1400هـ، منشورات، رابطة العالم الإسلامي.

2-      التيارات الفكرية والحركات المعاصرة، مبارك حسن، ط الأولى، دار الاعتصام، القاهرة.

3-      الماسونية، مالها وما عليها، سعيد الجزائري، ط، الأولى، 1407هـ، مؤسسة النوري للطباعة، دمشق.

4-      أخطار الغزو الفكر على العالم الإسلامي، د. صابر طعيمة، ط الأولى 1404هـ، دار عالم الكتب، بيروت.

5-      الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إسراف د. مانع حماد الجهني، نشر: دار الندوة العالمية، ط الثالثة، 1418هـ.

6-      أمريكا تتخلص من اليهود، زكريا هاشم، ط2 ، 1396هـ، دار مصر العربية، القاهرة.

7-      دائرة المعارف اليهودية، الطبعة العربية.

8-      معجم الأفكار والأعلام، هتشنسون، ترجمة، خليل الجيّوس، ط ، الأولى 2007 ، دار الفارابي، بيروت.

9-       الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة، ناصر العقل وناصر القفاري، ط الأولى، 1413هـ، دار الصميعي.

10-  الماسونية في العراء، د. محمد علي الزغبي، ط الأولى 1393هـ، مطابع معتوق أخوان، بيروت.

11-  أسرار الماسونية، لجواد اتلخان، 1966م، مطبعة الجاحظ.

12-   بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة: محمد خليفة التونسي، تقديم: عباس محمود العقاد، ط الثانية 1976م، ذات السلاسل، الكويت.

13-  ثقافة المسلم في وجه التيارات المعاصرة، د. عبدالحليم عويس، النادي الأدبي 1399م، الرياض.

14- صفحات مضيئة من تراث الإسلام، أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة.

15- أثر القوة الخفية الماسونية على المسلمين، للدكتور محمد أبو حبيب، دار الحبيب للنشر، ط الثانية، 1418هـ.

16-  تاريخ الماسونية العام، جرجي زيدان، دار الجيل، بيروت.

17- تاريخ الماسونية العملية، شاهين مكاريوس، دار نظير عبود.

18-  الماسونية، نشأتها وأهدافها، للدكتور أسعد السحمراني، ط الثالثة 1422هـ، دار النفائس، بيروت.

19-  موسوعة الأديان المعاصرة، لمجموعة من الباحثين، ط الثالثة، 1426هـ، دار النفائس، بيروت.

20-  اليد الخفية، دراسة الحركات اليهودية السرية، د. عبدالوهاب السيري، ط الثالثة 1426هـ، دار الشروق، القاهرة.

21-  حقيقة الماسونية وأهدافها، د. سيف الدين البستاني، دار النهضة، العربية، دمشق.

22- حقيقة الماسونية، د. محمد علي الزعبي، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت.

23-  ثورة اليهود، مناحيم بيجن، ترجمة، عميد الإمام، دار الكاتب العربي.

24- هيكل سليمان،  يوسف الحاج.

25- أسرار الحركة الماسونية، سلسلة تصدرها مجلة الشريعة في الأردن، عمان، دار العلوم الإسلامية.

26- الماسونية عقدة المولد وعار النهاية،  محمود ثابت الشاذلي، ط الأولى 1406هـ، مكتبة وهبة، مصر.

27-   الماسونية ذلك المحفل الشيطاني لأحمد الحصين، دار عالم الكتب ط الثالثة 1421هـ.

28- الماسونية منشة ملك إسرائيل، د محمد على الزعبي، المكتبة الثقافية، بيروت.

29-  مقارنة الأديان، اليهودية، د. أحمد أحمد شلبي، ط الثالثة، دار النهضة، العربية، القاهرة.

30-  الماسونية في مصر د. علي شلش، ط 1993م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.

31-  الآداب الماسونية شاهين مكاريوس، ط الأولى، المقتطف، 1895م، مصر.

32-  جذور البلاء، عبدالله التل، ط الثالثة، 1405هـ، المكتب الإسلامي بيروت.

33- شهادات ماسونية، حسين حمادة، دار قتيبة، دمشق.

34-  الماسونية مؤامرة أخرى على الإسلام د. أحمد الشرباصي، مجلة الهلال، عدد جمادى الآخرة 1397هـ، مصر.

35- الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت؟ ومن خدمت عبدالمجيد همو، ط الأولى 2003م، دار الأوائل، دمشق.

36-  أسرار الزوايا، جورج رينسون، ط الأولى، 1797م.

37-  الماسونية ذلك العالم المجهول د. صابر طعيمة، ط السادسة، دار الجيل بيروت 1413هـ.

38-  الماسونية بين الشيوعية والصهيونية، تأليف: عفيفي حسن، مطبعة القاهرة.  

39-  الماسونية العالمية وموقفها من الإنسان والأديان، د. عابد منصور، ط الأولى 1409هـ، مطبعة الأمانة، مصر.

40-  الماسونية في أثوابها المعاصرة للدكتور سعد الدين السيد صالح، ط الأولى 1414هـ، مكتبة الصحابة، جدة.

41- القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية داود سنقراط، ط الأولى 1403هـ، دار الفرقان، عمان، الأردن.

42-  الماسونية في العراء.

43- خطر اليهودية العالمية على الإسلام، عبدالله التل، ط الثالثة، 1399هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.

44-  الدنيا لعبة إسرائيل وليم كار، مطبعة بيروت.

45- احجار على رقعة الشطرنج ترجمة سعيد الجزائرلي، ط 1975م، دار النفائس، بيروت.

46-  الماسونية ذلك العالم المجهول، عبدالحليم الخوري، بيروت.

47-  هذه هي الماسونية فورستييية، ترجمة بهيج شعبان، 1955م، بيروت.

48-  السر المصون في شيعة الفرمسون الأب لويس شيخو، المطبعة الكاثولوكية، 1910م، لبنان، بيروت.

49- الماسونية، أحمد عبدالغفور عطار، ط الأولى، 1394هـ، المكتبة العصرية، بيروت.

50- اليهود في المعسكر الغربي  داود عبدالغفور سنقراط، ط الأولى، 1403هـ، دار الفرقان، الأردن.

51-  والعلاقات السرية بين اليهودية وبين الماسونية محمود عبدالحميد الكفري، ط الأولى، 1422هـ، دار قتيبة، دمشق.

52- انظر: بروتوكولات حكماء صهيون.

53- التيارات الفكرية والحركات المعاصرة، د. مبارك حسن حسين.

54-  الصهيونية والماسونية،  عبدالرحمن سامي، ط 1383هـ، دار الفكر العربي، بيروت.

55- خنجر إسرائيل، كرانجيا، ط الأولى، 1958م، الكتب التجاري، بيروت.

56- صراعنا مع اليهود في ظل السياسة الشرعية، د. عثمان شبير، ط الثانية، 1409هـ، مكتبة الفلاح، الكويت.

57-  انظر: الماسونية وموقف الإسلام منها للدكتور حمود الرحيلي، ط الثانية، 1423هـ، مكتبة العلوم والحكم.

 

























 




([1] )   الماسونية (11) محمد صفوت السقافي وسعدي أبو حبيب، ط ، الأولى 1400هـ، منشورات، رابطة العالم الإسلامي.
([2] )   انظر: التيارات الفكرية والحركات المعاصرة (136) مبارك حسن، ط الأولى، دار الاعتصام، القاهرة.
([3] )   انظر: الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام (449) عبدالكريم الخطيب والماسونية، مالها وما عليها (21) سعيد الجزائري، ط، الأولى، 1407هـ، مؤسسة النوري للطباعة، دمشق.
([4] )   انظر: أخطار الغزو الفكر على العالم الإسلامي (287) د. صابر طعيمة، ط الأولى 1404هـ، دار عالم الكتب، بيروت.
([5] )   الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/513) إسراف د. مانع حماد الجهني، نشر: دار الندوة العالمية، ط الثالثة، 1418هـ.
([6] )   أمريكا تتخلص من اليهود (95) زكريا هاشم، ط2 ، 1396هـ، دار مصر العربية، القاهرة.
([7] )   دائرة المعارف اليهودية (5/503).
([8] )   معجم الأفكار والأعلام، هتشنسون (452) ترجمة، خليل الجيّوس، ط ، الأولى 2007 ، دار الفارابي، بيروت.
([9] )   وهذه إحصائية قديمة، وآخر الإحصائيات تشير إلى أن عدد الماسون في العالم تجاوز ستين مليوناً، انظر: اليد الخفية للدكتور/ عبدالوهاب السيري (130).
([10] )   الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة (47) ناصر العقل وناصر القفاري، ط الأولى، 1413هـ، دار الصميعي.
([11] )   الماسونية في العراء (22) د. محمد علي الزغبي، ط الأولى 1393هـ، مطابع معتوق أخوان، بيروت.
([12] )   أسرار الماسونية (19) لجواد اتلخان، 1966م، مطبعة الجاحظ.
([13] )   انظر: بروتوكولات حكماء صهيون (237) ترجمة: محمد خليفة التونسي، تقديم: عباس محمود العقاد، ط الثانية 1976م، ذات السلاسل، الكويت.
([14] )   انظر: ثقافة المسلم في وجه التيارات المعاصرة (123)، د. عبدالحليم عويس، النادي الأدبي 1399م، الرياض، وانظر: صفحات مضيئة من تراث الإسلام (333) أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة.
([15] )   انظر: الموسوعة الميسرة (1/513) والماسونية ما لها وما عليها (33).
([16] )   انظر: أثر القوة الخفية الماسونية على المسلمين (11) للدكتور محمد أبو حبيب، دار الحبيب للنشر، ط الثانية، 1418هـ.
([17] )   انظر: الماسونية للسقا وأبوحبيب (13-14).
([18] )   انظر: تاريخ الماسونية العام (14) جرجي زيدان، دار الجيل، بيروت.
([19] )   انظر: الموجز في الأديان والمذاهب (48-49).
([20] )   تاريخ الماسونية العملية (14) شاهين مكاريوس، دار نظير عبود.
([21] )   انظر: الماسونية، نشأتها وأهدافها (25) للدكتور أسعد السحمراني، ط الثالثة 1422هـ، دار النفائس، بيروت.
([22] )   الماسونية، ما لها وما عليها (22) وانظر: موسوعة الأديان الميسرة (433) لمجموعة من الباحثين، ط الثالثة، 1426هـ، دار النفائس، بيروت.
([23] )   اليد الخفية، دراسة الحركات اليهودية السرية (125) د. عبدالوهاب السيري، ط الثالثة 1426هـ، دار الشروق، القاهرة.
([24] )   حقيقة الماسونية وأهدافها (147)، د. سيف الدين البستاني، دار النهضة، العربية، دمشق.
([25] )   حقيقة الماسونية وأهدافها (52-53) للبستاني.
([26] )   انظر: حقيقة الماسونية (4) د. محمد علي الزعبي، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت.
([27] )   انظر: ثورة اليهود (63-64) مناحيم بيجن، ترجمة، عميد الإمام، دار الكاتب العربي.
([28] )   انظر: الماسونية ما لها وما عليها (314).
([29] )   الماسونية الرمزية هي إحدى درجات الماسونية الثلاث وهي الأولى تليها الملوكية تليها الكونية وهي أعلاها وهي مكونة من اليهود وهي مصدر السلطات لجميع المحافل الماسونية، انظر: الماسونية ذلك العالم المجهول (179-180) والموسوعة الميسرة (1/516) واليهودية (1/336) أحمد شلبي.
([30] )   لم يرى موسى عليه السلام الله تبارك وتعالى وإنما كلمه الله وسمع موسى كلامه وسيراه المؤمنون في الآخرة.
([31] )   هيكل سليمان (19) يوسف الحاج، وانظر: أسرار الحركة الماسونية (57-58) سلسلة تصدرها مجلة الشريعة في الأردن، عمان، دار العلوم الإسلامية.
([32] )   انظر: الماسونية عقدة المولد وعاد النهاية (19-20) محمود ثابت الشاذلي، ط الأولى 1406هـ، مكتبة وهبة، مصر.
([33] )   الماسونية: للسقا وأبوحيب (104).
([34] )   المرجع السابق (105).
([35] )   انظر: المرجع السابق (93-105)، والماسونية ذلك المحفل الشيطاني لأحمد الحصين (62-69)، دار عالم الكتب ط الثالثة 1421هـ، والماسونية في العراء (17-18) والماسونية منشة ملك إسرائيل (9-11). د محمد على الزعبي، المكتبة الثقافية، بيروت.
([36] )   بروتوكولات حكماء صهيون (193) ترجمة، محمد خليفة التونسي.
([37] )   الماسونية منشئة ملك إسرائيل (28-29)، والماسونية في العراء (128) (والكون) يقصدون به الهيكل، والمهندس الأعظم هو (أدونيرام) الرئيس الرابع لجمعيتهم.
([38] )   مقارنة الأديان، اليهودية (1/335) د. أحمد أحمد شلبي، ط الثالثة، دار النهضة، العربية، القاهرة.
([39] )   شاهين مكاريوس أحد أكبر دعاة الماسونية في العالم العربي ولد في لبنان 1853م له العديد من المؤلفات الماسونية، وكان له يد آثمة في نشر الفكر الماسوني في مصر، هلك عام 1910م، ينظر: الماسونية في مصر (68) د. علي شلش، ط 1993م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
([40] )   الآداب الماسونية (194) شاهين مكاريوس، ط الأولى، المقتطف، 1895م، مصر.
([41] )   المرجع السابق.
([42] )   ينظر في ذلك: جذور البلاء (121) عبدالله التل، ط الثالثة، 1405هـ، المكتب الإسلامي بيروت، والمذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها (32-33)، وشهادات ماسونية (9-10) حسين حمادة، دار قتيبة، دمشق.
([43] )   انظر: الماسونية مؤامرة أخرى على الإسلام (28) د. أحمد الشرباصي، مجلة الهلال، عدد جمادى الآخرة 1397هـ، مصر.
([44] )   المصدر السابق.
([45] )   أخطار الغزو الفكري على العالم الإسلامي (325) د. صابر طعيمة.
([46] )   انظر: الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت؟ ومن خدمت (221-252) عبدالمجيد همو، ط الأولى 2003م، دار الأوائل، دمشق، وأسرار الماسونية (41) لجواد تلخان.
([47] )   أسرار الزوايا (17-18) جورج ربنون، ط الأولى، 1797م.
([48] )   انظر الموسوعة الميسرة (1/514-515-516)، وحقيقة الماسونية وأهدافها (155-159) للبستاني.
([49] )   وجميعها ديانات سرية مناقضة لأصول الإسلام بل لأصول الأديان السماوية وهذا هو ما يجمعها مع الماسونية ويجعلهم يكونون في خندق واحد إلى اليوم في عدائهم للإسلام وأهله وذلك لحساب اليهود ومصلحتهم.
([50] )   انظر: الماسونية ذلك العالم المجهول (179-180) د. صابر طعيمة، ط السادسة، دار الجيل بيروت 1413هـ، وانظر: الموسوعة الميسرة (1/516) والماسونية للحصين (24-27).
([51] )   الماسونية بين الشيوعية والصهيونية (11-13) تأليف: عفيفي حسن
([52] )   الماسونية، أحمد الحصين (24-27) والماسونية منشة ملك إسرائيل (11) د. محمد علي الزعبي، والماسونية في مصر (125-126) د. علي شلش.
([53] )   انظر: الماسونية العالمية وموقفها من الإنسان والأديان (68)، د. عابد منصور، ط الأولى 1409هـ، مطبعة الأمانة، مصر.
([54] )   الماسونية ـ أحمد الحصين (27-28) وهذه الدرجة لها أربع مراتب وهي (المبتدئ ـ الشغال ـ الأستاذ ـ الرفيق الأعظم) كالرفيق لينين والرفيق ستالين والرفيق حافظ الأسد وكلهم تدرجوا في الماسونية الرمزية حتى وصلوا للدرجة (33) ثم انتقلوا إلى الماسونية الملوكية، انظر: الماسونية في أثوابها المعاصرة (5) للدكتور سعد الدين السيد صالح، ط الأولى 1414هـ، مكتبة الصحابة، جدة.
([55] )   قلت: نيويورك هي المقر الدائم للأمم المتحدة وأهم منظماتها كمجلس الأمن الدولي!!؟
([56] )   الشروق، يقصدون بها "المحافل الرئيسية".
([57] )   انظر: الماسونية في أثوابها المعاصرة (29).
([58] )   الماسونية ذلك العالم المجهول (181-182) صابر طعيمة والماسونية أحمد الحصين (29-30)، مقارنة الأديان، اليهودية (1/336) أحمد شلبي، والقوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية (17-18) داود سنقراط، ط الأولى 1403هـ، دار الفرقان، عمان، الأردن.
([59] )   الماسونية في العراء (133) وخطر اليهودية العالمية على الإسلام (114) عبدالله التل، ط الثالثة، 1399هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
([60] )   الماسونية منشة ملك إسرائيل (9) وانظر: الدنيا لعبة إسرائيل (11) وليم كار، مطبعة بيروت، واحجار على رقعة الشطرنج (15) ترجمة سعيد الجزائرلي، ط 1975م، دار النفائس، بيروت وهذا هو رأي الباحث الدكتور عبدالوهاب المسيري فهو يرى أن الماسونية فشت وانتشرت في مطلع القرن الثامن عشر، انظر: اليد الخفية، دراسة في الحركات اليهودية السرية (122-123).
([61] )   تاريخ الماسونية العملية (14) شاهين مكاريوس، دار نظير عبود.
([62] )   الماسونية ذلك العالم المجهول (12) عبدالحليم الخوري.
([63] )   هذه هي الماسونية (19) فورستييية، ترجمة بهيج شعبان، 1955م، بيروت.
([64] )   انظر: القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية (9-10) داود سنقراط، ط الأولى ، 1403هـ، دار الفرقان، الأردن.
([65] )   اليد الخفية، دراسة في الحركات اليهودية (132)، د. عبدالوهاب المسيري، وانظر: أسرار الحركة الصهيونية (6-7).
([66] )   السر المصون في شيعة الفرمسون (11-12) الأب لويس شيخو، المطبعة الكاثولوكية، 1910م، لبنان، بيروت، وانظر: الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت ومن خدمت (254-256).
([67] )   انظر: أسرار الحركة الماسونية (9).
([68] )   بروتوكولات حكماء صهيون (124).
([69] )   انظر : الدنيا لعبة إسرائيل (11) وإحجار على رقعة الشطرنج (15) والمذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها (45-46) وبروتوكولات حكماء صهيون، فقال للأستاذ عباس محمود العقاد، جريدة الأساس بتاريخ 23/11/1951م.
([70] )   الماسونية (47) أحمد عبدالغفور عطار.
([71] )   انظر: المراجع السابقة.
([72] )   هل ظهور ما يعرف في السياسة المعاصرة اليوم باسم (الصهيونية المسيحية) التي هي في جوهرها قوة سياسية ضاربة ومؤثرة جداً تعمل لصالح اليهود، هل هذا مصادفة؟!
([73] )   بروتوكولات حكماء صهيون (31) ترجمة، محمد خليفة التونسي، ط الثانية، منشورات ذات السلاسل، الكويت.
([74] )   أخطار الغزو الفكري على العالم الإسلامي (336) وقد ذكر  ـ حفظه الله ـ عدداً من الأمثلة توضح ما ذكره في النص المنقول عنه فلتراجع لأهميتها، وانظر: ثقافة المسلم في وجه التيارات المعاصرة (123)، د. عبدالحليم عويس.
([75] )   الدنيا لعبة إسرائيل (26/27) وانظر: الماسونية (48-49)، أحمد عبدالغفور عطار، ط الأولى، 1394هـ، المكتبة العصرية، بيروت، واليهود في المعسكر الغربي (35-36) داود عبدالغفور سنقراط، ط الأولى، 1403هـ، دار الفرقان، الأردن.
([76] )   انظر: الدنيا لعبة إسرائيل (12) وليم كار، والماسونية (47-48) أحمد عبدالغفور عطار، والعلاقات السرية بين اليهودية وبين الماسونية (182-183) محمود عبدالحميد الكفري، ط الأولى، 1422هـ، دار قتيبة، دمشق.
([77] )   المراجع السابقة، وانظر: المذاهب المعاصرة (69-70) د. عبدالرحمن عميرة، وأسرار الحركة الماسونية (53-54)، وبروتوكولات حكماء صهيون (136).
([78] )   بروتوكولات حكماء صهيون (133-165-166).
([79] )   بروتوكولات حكماء صهيون (131 / 195).
([80] )   انظر: بروتوكولات حكماء صهيون (203) والتيارات الفكرية والحركات المعاصرة (148) د. مبارك حسن حسين.
([81] )   انظر في جميع ما تقدم، الدنيا لعبة إسرائيل (14-15) الصهيونية والماسونية (83) عبدالرحمن سامي، ط 1383هـ، دار الفكر العربي، بيروت، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (1/453) المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها (48-49) وبروتوكولات حكماء صهيون (145).
([82] )   انظر: أخطار الغزو الفكري على العالم الإسلامي (336) والبرتوكولات (130).
([83] )   بروتوكولات حكماء صهيون (159) (188) (136).
([84] )   انظر: بروتوكولات حكماء صهيون (197) والموسوعة الميسرة (1/453).
([85] )   بروتوكولات حكماء صهيون (123).
([86] )   بروتوكولات حكماء صهيون (167).
([87] )   بروتوكولات حكماء صهيون (135).
([88] )   خنجر إسرائيل (58-72) كرانجيا، ط الأولى، 1958م، الكتب التجاري، بيروت، صراعنا مع اليهود في ظل السياسة الشرعية (120)، ط الثانية، 1409هـ، مكتبة الفلاح، الكويت.
([89] )   انظر: الماسونية وموقف الإسلام منها (65) للدكتور حمود الرحيلي، ط الثانية، 1423هـ، مكتبة العلوم والحكم.
([90] )   انظر: الموسوعة الميسرة (1/535).
([91] )   انظر: الماسونية في أثوابها المعاصرة (65) للدكتور سعد الدين السيد صالح .
([92] )   الماسونية ذلك العالم المجهول (386) صابر طعيمة.
([93] )   انظر: الماسونية وموقف الإسلام منها (66-67) للرحيلي.
([94] )   الماسونية في أثوابها المعاصرة (76-77) أ.د. سعد الدين صالح.
([95] )   انظر: الموسوعة الميسرة (1/540).
([96] )   انظر: الماسونية في أثوابها المعاصرة (110) أ.د. سعد الدين صالح.
([97] )   المرجع السابق (111).
([98] )   اليهودية (327) لأحمد شلبي.
([99] )   انظر: الموسوعة اليسرة (1/518).
([100] )   انظر: الماسونية لأحمد الحصين (194).
([101] )   الماسونية وموقف الإسلام منها (164-165) للرحيلي.
([102] )   الماسونية وموقف الإسلام منها (165-166) للرحيلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق