الأربعاء، 20 يناير 2016

سلمان الثبات.. ما قل دل

سلمان الثبات.. ما قل دل

السبت 11 ابريل 2015

تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في ظروف تحيط بالعالم العربي أقل ما يقال فيها إنها كارثية، فقد انحرف المسار الرسمي للسياسة العربية لتقتل نفسها بنفسها على يد أفراد متنفذين أخذوا يتلاعبون بالأمة وبمصيرها وذلك باستخدام فزاعة الإسلام السياسي أو الإسلام الحركي وأن هذا الأخير يشكل خطراً على الأنظمة القائمة وبالتالي فلا بد من وضعه مع القاعدة ومع داعش في سلة واحدة، وليتهم إذ فعلوا ذلك قاموا بما يجب من حماية أمنهم الإقليمي والوطني، بل أصبحنا في وضع يشبه إلى حد كبير وضع ملوك الطوائف في الأندلس الذين استعانوا بأعدائهم على إخوانهم، ثم التهمهم العدو جميعاً في آخر الأمر، فقد أخذت الأفعى الإيرانية المتحالفة علنا مع الصهيونية العالمية تتمدد في البلاد العربية مستغلة هذه المراهقة السياسية المتاخرة التي أصيبت بها الأمة في مقتل وينفذها محدود الخبرة والتجربة مع الجهل التام بحقيقة هذه الأمة ومبادئها وهويتها وما يجب أن تكون عله فنسفوا كثيراً من ثوابت الأمة السياسية وركائزها الثابتة عبر عقود في التعامل مع الآخرين.
فأصبح هذا الوضع المتردي سبباً في فتح شهية الأعداء الذين ظنوا أنهم على وشك إحكام قبضتهم على هذه الأمة والإجهاز عليها، وأن المراهقين السياسيين الجدد قد مهدوا لهم السبل وعبدوا لهم الطرق كما هيأها النصير الطوسي وابن العلقمي لهولاكو وجنكيز خان عندما اجتاحوا المشرق الإسلامي وأسقطوا عاصمة الإسلام وقتلوا الخليفة وأضاعوا ملك المسلمين ودولتهم، فكشر كل هؤلاء عن أنيابهم ووجوههم الكالحة وأعدوا أنفسهم لإعادتها جذعة لسحق الإسلام وأهله كما أوهمتهم نفسهم المريضة في هذه الظروف الحالكة الظلمة، يلي أمور الأمة المحمدية البصير بتاريخها العليم بثوابتها ومبادئها المعتز بهويتها بين الأمم إنه الملك المنصور سلمان بن عبدالعزيز ذلك الملك العربي المسلم الذي لم يؤل وجهه شطر المشرق أو المغرب، وإنما توجه بوجهه وبقلبه إلى رب المشارق والمغارب يسأله العون والتوفيق لما فيه صلاح البلاد والعباد، فهيأ الله له السبل وجمع الأبدان والقلوب على طاعته فجيش الجيوش الإسلامية لاستئصال شأفة الفتنة والظلم في بلاد اليمن التي يغذيها مركز الباطنية الملحدة في هذا العصر من قم وطهران، فقطع الله بجميل صنيعه بلية قد انعقدت أسبابها وأحاطت بالإسلام وأهله.
إن شعب المملكة العربية السعودية يقف خلف خادم الحرمين الشريفين في كل ما يتخذه من إجراءات لإنقاذ الشعب اليمني الشقيق من عدوان المليشيات وقطاع الطرق الذين تسلحهم حكومة طهران التي أعلنت عن نفسها بأفعالها إنها وريثة القرامطة الأوائل الذين يستبيحون الحرمات ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين، لقد أثبتت الحركة الخمينية من خلال تاريخها الأسود في بلاد إيران نفسها وفي العراق وسوريا ولبنان إنها تحمل حقداً وغلاً على الإسلام وأهله لا تحمله أي ملة أو طائفة فقد أصبحت الفكرة الخمينية والمؤمنون بها من أعظم أدوات الشيطان في العصر الحديث لإفساد الأوطان والأديان وانتهاك الحرمان لكن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة -وهذا شأن دولتنا بإذن الله- فأصلنا ثابت وفرعنا في السماء.
إن عاصفة الحزم قد اكتملت فيها أركان المشروعية فهي حرب عادلة وغاياتها نبيلة وأهدافه سامية إنها لنصرة المظلومين وردع الظالمين وإنقاذ المستضعفين ممن أحاطت بهم جحافل الهمج البرابرة وقطاع الطرق ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم وأوطانهم لأعداء أمتهم، فكان لا بد من استئصال العضو الفاسد حتى يصح بقية الجسد، وهذا ما سيحصل في بلاد اليمن إن شاء الله، إننا كسعوديين نحمل أمانة العقيدة الإسلامية وحماية الحرمين الشريفين التي أكد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسنبذل أرواحنا وكل ما نملك في هذا السبيل.
إن النزاعات والخلافات بل والحروب تقع بين المسلمين قديماً وحديثاً لأسباب كثيرة ولكن الذي لا يجوز أن يقع هو التلاعب بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحريفها وإنزالها في غير مواضعها لأجل تلك العداوات أو الخلافات السياسية، فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي المرجع والمحتم إليه عند وقوع النزاع والخلاف، وفيها الشفاء من كل داء، فمن أبى إلا تحريفها والتلاعب بها لأجل أطماعه الرخيصة ورغباته السفلية سفول نفسه وعقله فلا يضر أحداً إنما يضر نفسه، فقد أكمل الله الدين واستبانت مناهجه وسبله، وإن الأمل معقود بعد الله على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأعوانه المخلصين من أبناء هذه الأمة في إعادة الأمور المختلة إلى نصابها الصحيح وصلاح ذات البين وجمع كلمة المسلمين كما أمر الله ورسوله لئلا ينفذ الأعداء من تلك الثلمة كما فعلوا في بلاد اليمن وغيرها فتدفع الأمة وشعوبها الثمن الباهظ جراء ذلك. {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق