الأربعاء، 20 يناير 2016

الانتحار الإيراني

الانتحار الإيراني

الأحد 04 أكتوبر 2015
د. عبدالله عبيد الحافي
 قديماً قالت العرب «ما تبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه» كل متابع للشئون الإيرانية الداخلية والخارجية يقف على نتيجة واحدة وحتمية وهي: إن النظام الباطني الذي يحكم بلاد فارس في سبيله إلى الزوال والاضمحلال، فقد أسلم هذا النظام قياده للحقد الأعمى والرغبات الحبيسة القاتلة والمدمرة التي تتوارثها هذه الطوائف الموتورة من الإسلام وأهله، حتى إنهم أصبحوا على استعداد لإعلان الكفر الصريح بالإسلام وشرائعه في مقابل عقد التحالفات مع الصهيونية والصليبية العالمية لزعزعة أمن واستقرار العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية حماها الله، إن المشروع الذي عمل الخميني على تنفيذه ولازال تلامذته يعملون على تنفيذه هو إشعال الفتن والحروب ونيران الحرائق في المنطقة العربية خدمة للصهيونية العالمية ولإسرائيل تحديداً.. لقد رأى العالم أجمع القتل الذريع في سوريا والعراق الذي ما كان ليحصل لولا الدعم بالمليشيات والمال والسلاح من قبل حكومة طهران لحكومات القتل والجريمة في سوريا والعراق.. لقد رأى العالم كيف أصبحت لبنان دولة فاشلة بسبب ميلشيات طهران وما يعرف «بحزب الله» الذي بات يشكل دولة داخل الدولة اللبنانية والأمم المتحدة ومجلس الأمن بأعضائه الدائمين يغض الطرف عن هذا الأمر، لأن المتضرر من ذلك هو الشعب العربي اللبناني وكذلك الشعوب الإسلامية، وهو توجه بات واضحاً وسياسة باتت مكشوفة لهذه المنظمة التي فقدت مصداقيتها.
لقد باتت الأمم المتحدة وجهاً مستعاراً لقتلة الشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني بسبب التحالف الآثم بين حكومة طهران والصهيونية العالمية، لقد أصبحت حكومة طهران في وضع شاذ بين دول المنطقة وبين دول العالم تماماً كإسرائيل، وأصبح كل المتحالفين معها من المرتزقة وقطاع الطرق كالنظام السوري وكحزب اللات في لبنان والحشود التي بلا زمام ولا خطام وليس آخرها داعش في العراق والحوثي في بلاد اليمن لقد أصبح كل هؤلاء عاراً على بني آدم بعدما فقدوا كل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية وأصبحوا كالوحوش الضارية يهلكون الحرث والنسل، ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين، لكن إلى متى؟.. إن سنة الله لا تتغير ولا تتبدل ففي الوقت الذي يظن فيه هؤلاء البرابرة أنهم قادرون على كل شيء في هذا الوقت تماماً يفقدون كل شيء وتحيط بهم أعمالهم السيئة. فالعالم على اختلاف توجهاته وسياساته ومصالحه لا يمكن أن يطبق على الظلم والبغي ومحاربة الفضيلة {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}.. وعليه فلن تفلح محاولات الصهيانة وأدواتهم إلى جر العالم الإسلامي والعربي إلى حرب تدميرية لا تبقي ولا تذر.
إنه من العار على حسن نصر زميره وعلى عبدالملك الحوثي ومقتدى الصدر وغيرهم ممن على شاكلتهم من أدوات إيران إن كانوا عرباً كما يزعمون أن يكونوا أداة لأعداء العرب والمسلمين لقتل أبناء وطنهم وهتك حرماتهم وتسويد صحف أعمالهم بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والثكلى واليتامى لكن هؤلاء هم الخلف من أسلافهم الذين قتلوا الحجاج وملئو بئر زمزم بجثث القتلى حتى سالت الدماء في أرجاء بلد الله الحرام وهم الذين قلعوا الحجر الأسود من مكانه واخفوه عشرين سنة حتى أعاده المسلمون إلى مكانه وذلك في القرن الثالث الهجري، أننا وكل عاقل لنعجب أشد العجب من تباكي حكومة طهيران على تنظيم شئون الحج وحادثة التدافع الأخير وهم ورثة الباطنية والقرامطة السالف ذكرهم كذلك هم تلامذة الخميني الذي قتل الحجاج في عام 1407هـ وأراد إفشال موسم الحج في ذلك العام، لكن الله أخزاه ورد كيده في نحره وجعل مصيره مصير أصحاب الفيل فمات غمماً مذموماً مدحوراً، وهو مصير كل من سار على دربه، لقد تحملت المملكة العربية السعودية أمانتها ومسؤوليتها بكل كفاءة واقتدار أمام الله وأمام المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن قبله والده وإخوته أروع الأمثلة في خدمة الحرمين الشريفين والقاصدين لها كل ذلك طاعة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، فكانت مناراً للتوحيد الخاص الذي لا شريك فيه مع الله، وكانت مأرزاً للإيمان وأهله من كافة أصقاع الأرض.. وهذا الأمر هو الذي يغيظ حكومة طهران ومن سار على شاكلتها من عبدة الأضرحة والأتربة والمقامات، حكومة طهران التي تهدم المساجد وتخربها وتنفق الملايين على عمارة المشاهد والقبور محادة لله ولرسوله ولدعوة التوحيد الخالص.. حكومة طهران التي تسعى لإحياء الجاهلية الأولى تحت مسمى موالاة أهل البيت كذباً وزوراً؛ والله والمسلمون يعلمون أن أهل البيت بريئون من الشرك وأهله.
إن السباب والشتائم للعقيدة الإسلامية التي نسمعها ليلاً ونهاراً من الإعلام الرسمي لحكومة طهران ومن أبواقها كالحوثي وحسن زميره، تذكرنا بقول الفرزدق:
ولو أن عبدالله مولى هجوته
ولكن عبدالله مولى موالياً
نعم إن هؤلاء أصبحوا عبيداً وموالياً لحكومة طهران يسيرونهم كما يسيرون الأنعام التي لا عقول لها لقد نال الحوثي وحسن زميره وبشار الأسد والصدر وغيرهم شهرة واسعة في الإعلام المعاصر ولكن لا أظنهم سيصلون إلى المكانة التي وصل إليها معلمهم الأكبر الشيطان الرجيم، ذلك إن الاشتهار الواسع لا يكون نافعاً إلا إذا كان في سبيل الحق والخير أمام هؤلاء، فاشتهروا على طريقة إبليس بالكبر والكذب والإثم والعدوان.. لقد كان يسع هؤلاء ما وسع العرب والمسلمين عبر العصور لكنهم أبوا إلا الفتنة والعمالة والخيانة التي سيجنون ثمراتها المرة وسيظلون شاهداً على العمالة والخيانة تضرب بهم الأمثلة عبر الأجيال، كالنصير الطوسي وابن العلقمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق